الكتاب: النفحة المسكية في الرحلة المكية المؤلف: عبد الله بن حسين بن مرعي بن ناصر الدين البغدادي، أبو البركات السويدي (المتوفى: 1174هـ) الناشر: المجمع الثقافي، أبو ظبي عام النشر: 1424 هـ عدد الأجزاء: 1 [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] |
عبد الله بن حسين السويدي البغدادي (/)
عبد الله بن حسين السويدي البغدادي، ولد في بغداد سنة 1104 هـ / 1692 م.
حيث تلقوا -وعبد الله بينهم- مبادئ العلوم الدينية على يد الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ محمود من أهل ما وراء النهر، فختموا عنده القرآن الكريم، وتلقوا عليه رسالة في التجويد، وتعلموا الكتابة.
وبعد الفراغ من تلقي مبادئ المعرفة، انتقلوا- وعبد الله بينهم- إلى المرحلة التالية، فشرعوا بتعلم الخط، على قواعده، وأصوله وفنونه، وثابر عبد الله على إتقان ضروبه، والتمهر فيه، على الرغم من ضيق وأحوال أسرته المادية آنذاك.
فما فيها من شيخ وعالم إلّا والتقى به وأخذ عنه، فضلا عن أن ثمة علوما لم يجد بين البغداديين في أيامه، من تخصص بها أصلا، وهكذا فقد استجمع أمره على الرحلة إلى الموصل لمواصلة دراسته على علمائها، كان عمره إذ ذاك قد تجاوز الثالثة والعشرين.
وفي سنة 1127 هـ / 1716 م سافر عبد الله إلى مدينة الموصل بهدف «تحصيل علم الحكمة والهيئة» ، ولكنه، ما إن وصلها، والتقى بشيوخها، حتى أخذ بإكمال سائر ما درسه من علوم أخرى وهو في بغداد، مثل النحو وعلوم العربية، والعلوم الشرعية والعقلية، كما درس الهيئة (الفلك) وتلقى الحديث الشريف على المشايخ، وقراءة القرآن وتجويده.
عودته إلى بغداد بين عامي 1128 و 1129 هـ / 1718- 1717 م.
استقراره الاجتماعي
عاد عبد الله إلى بغداد وقد حصل من العلم ما لم ينله غيره من معاصريه، فطار صيته، واشتهر أمره، ونال في هذه المرحلة من حياته لقبه الشهير (السويدي)
إذ تولى التدريس في مدرسة جامع الإمام أبي حنيفة النعمان، فكان ثاني من درّس فيها بعد إعادة افتتاحها في منتصف القرن الثاني عشر الهجري (18 م) ، كما تولى التدريس أيضا في المدرسة المرجانية التي سبق أن تلقى العلم فيها أيام الطلب وغادر بغداد في رحلة طويلة- بحسب مراحل طرق ذلك العصر- إلى مكة المكرمة زار خلالها العديد من المدن والقرى، والتقى في أثناء ذلك بالكثير من العلماء والأدباء والمشايخ، وهي التي جمع أخبارها في كتابه الذي عنونه (النفحة المسكية في الرحلة المكية) .
طارت شهرة السويدي وانتشر صيته بما حققه من مجد علمي، وما صنفه من مؤلفات تلقفتها أيدي الطلبة، وما رنّت بصوته المنابر وحلقات الدرس، فضلا عما حصل عليه من إجازات العلماء خارج العراق واقترن باسمه من توفيق في المهمة التي كلفه بها والي بغداد سنة 1156 هـ / 1743 م، فقصده الطلاب من كل حدب وصوب، آخذين عنه العلم،
وبعد عمر ناهز السبعين سنة قمرية، توفي الشيخ عبد الله السويدي في ضحوة يوم السبت الحادي عشر من شوال سنة 1174 هـ.
آثاره
وضع السويدي عددا من الكتب والرسائل في المجالات العلمية منها: شرح صحيح البخاري، أنفع الوسائل في شرح الدلائل، رسائل تتناول عدداً من المسائل العقائدية والفقهية، رسائل أخرى في الردود، رشف الضرب في شرح لامية العرب، إتحاف الحبيب على شرح مغني اللبيب، مقامة الأمثال السائرة، الجمانات في الاستعارات، فضال أهل بدر، النفحة المسكية في الرحلة المكية وغيرها.