الكتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح المؤلف : الملا على القاري المصدر : موقع المشكاة الإسلامية www.almeshkat.net/books/index.php |
كتاب المناسك (8/434)
جمع المنسك بفتح السين وكسرها وقرىء بهما في السبعة قوله تعالى لكل أمة جعلنا منكسا الحج وهو مصدر ميمي من نسك ينسك إذا تعبد ثم سميت أفعال الحج كلها مناسك وقال الطيبي النسك العبادة والناسك العابد اختص بأعمال الحج والمناسك مواقف النسك وأعمالها والنسيكة مخصوصة بالذبيحة هذا والحج بالفتح والكسر كما قرىء بهما قوله تعالى ولله على الناس حج البيت آل عمران في السبعة لغة القصد وقيل القصد إلى ما يعظم وقيل مرة بعد أخرى وفي القاموس قصد مكة للنسك والظاهر أنه معنى اصطلاحي قال ابن الهمام وشرعا قصد البيت لأداء ركن من أركان الدين والظاهر أنه عبارة عن الأفعال المخصوصة من الطواف والوقوف في وقته محرما بنية الحج سابقا ا ه ولا يخفي أن الأحرام عبارة عن النية والتلبية فقوله بنية الحج مستدرك وقوله سابقا أي حال كون الإحرام المقرون بالنية متقدما على الأفعال لأنه شرط على مذهبنا وأما سبب الحج فهو البيت لأنه يضاف إليه وفي معالم التنزيل اختلف العلماء في قوله تعالى إن أول بيت وضع للناس آل عمران فقال بعضهم هو أول ببيت ظهر على وجه الماء عند خلق السماء والأرض خلقه الله تعالى قبل الأرض بألفي عام وكانت زبدة بيضاء على الماء قد حيت الأرض من تحتها هذا قول عبد الله بن عمرو مجاهد وقتادة والسدي وهو المشهور وقال بعضهم هو أول بيت بنى في الأرض روي عن علي بن الحسين أن الله تعالى وضع تحت العرش بيتا وهو البيت المعمور وأمر الملائكة أن يطوفوا به ثم أمر الملائكة الذين هم سكان الأرض أن يبنوا بيتا في الأرض على مثاله وقدره فبنوا واسمه الضراح وأمر من في الأرض أن يطوفوا به كما يطوف أهل السماء بالبيت المعمور وروي أن الملائكة بنوه قبل خلق آدم بألفي عام فكانوا يحجونه فلما حجة آدم قالت الملائكة برحجك حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام وهو فرض بالكتاب والسنة والإجماع وجاحده كافر عند الكل بلا نزاع ثم اعلم أن الجن تبع للإنس فيما كلفوا به وقد