الكتاب : مغازي الواقدي المؤلف : أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد الواقدي (المتوفى : 207هـ) مصدر الكتاب : موقع الإسلام http://www.al-islam.com [ الكتاب مشكول وترقيمه موافق للمطبوع ] |
فَحَدّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ عَبّادِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الزّبَيْرِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ قَالَتْ قُرَيْشٌ حِينَ رَجَعُوا إلَى مَكّةَ وَقُتِلَ أَهْلُ بَدْرٍ : لَا تَبْكُوا عَلَى قَتْلَاكُمْ فَيَبْلُغَ مُحَمّدًا وَأَصْحَابَهُ فَيَشْمَتُوا بِكُمْ وَلَا تَبْعَثُوا فِي أَسْرَاكُمْ فَيَأْرَبَ بِكُمْ الْقَوْمُ أَلَا فَأَمْسِكُوا عَنْ الْبُكَاءِ قَالَتْ وَكَانَ الْأَسْوَدُ بْنُ الْمُطّلِبِ أُصِيبَ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنْ وَلَدِهِ - زَمْعَةُ وَعُقَيْلٌ وَالْحَارِثُ بْنُ زَمْعَةَ - فَكَانَ يُحِبّ أَنْ يَبْكِيَ عَلَى قَتْلَاهُ . فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إذْ سَمِعَ نَائِحَةً مِنْ اللّيْلِ فَقَالَ لِغُلَامِهِ وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ هَلْ بَكَتْ قُرَيْشٌ عَلَى قَتْلَاهَا ؟ لَعَلّي أَبْكِي عَلَى أَبِي حُكَيْمَةَ - يَعْنِي زَمْعَةَ - فَإِنّ جَوْفِي قَدْ احْتَرَقَ فَذَهَبَ الْغُلَامُ وَرَجَعَ إلَيْهِ فَقَالَ إنّمَا هِيَ امْرَأَةٌ تَبْكِي عَلَى بَعِيرِهَا قَدْ أَضَلّتْهُ فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ [ ص 124 ] (1/124)
تُبَكّي أَنْ يَضِلّ لَهَا بَعِيرٌ
وَيَمْنَعُهَا مِنْ النّوْمِ السّهُودُ
فَلَا تَبْكِي عَلَى بَكْرٍ وَلَكِنْ
عَلَى بَدْرٍ تَصَاغَرَتْ الْخُدُودُ
فَبَكّي إنْ بَكَيْت عَلَى عَقِيلٍ
وَبَكّي حَارِثًا أَسَدَ الْأُسُودِ
وَبَكّيهِمْ وَلَا تَسَمِي جَمِيعًا
وَمَا لِأَبِي حُكَيْمَةَ مِنْ نَدِيدِ
عَلَى بَدْرٍ سَرَاةِ بَنِي هُصَيْصٍ
وَمَخْزُومٍ وَرَهْطِ أَبِي الْوَلِيدِ
أَلَا قَدْ سَادَ بَعْدَهُمُ رِجَالٌ
وَلَوْلَا يَوْمُ بَدْر ٍ لَمْ يَسُودُوا
أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الزّنَادِ قَالَ سَمِعْت أَبِي يُنْشِدُ تَصَاغَرَتْ الْخُدُودُ وَلَا يُنْكِرُ الْجُدُودُ .