الكتاب: المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام
    المؤلف: الدكتور جواد علي (المتوفى: 1408هـ)
    الناشر: دار الساقي
    الطبعة: الرابعة 1422هـ/ 2001م
    عدد الأجزاء: 20
    [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي]

بطاقة الكتاب   ||   إخفاء التشكيل

سلمى بن مالك، وكان هؤلاء رءوس القوم وشياطينهم. وقد وفدوا على الرسول, ولم يسلم "عامر بن الطفيل"، بل رجع كافرًا ومات على الشرك1. وكان معجبًا بنفسه، جريئا على الناس2, من الفرسان3، طلب من الرسول أن يجعل الأمر له من بعده في مقابل إسلامه، أو أن يقتسم معه الحكم على الناس مناصفة، فيكون للرسول حكم أهل المدر، وله حكم أهل الوبر. فلما قال له الرسول: "لا, ولكني أجعل لك أعنة الخيل؛ فإنك امرؤ فارس" قال: أَوَلَيست لي؟ لأملأنها خيلًا ورجالًا. ثم ولى، فلما كان في طريقه إلى منازله مرض وهلك4.
وكان "أبو براء عامر بن مالك بن جعفر" المعروف بـ"ملاعب الأسنة الكلابي"، بعث إلى رسول الله أن ينفذ إليهم قومًا يفقهونهم ويعرضون عليهم الإسلام وشرائعه، فبعث إليهم قومًا من أصحابه، فعرض لهم "عامر بن الطفيل" يوم بئر معونة فقتلهم أجمعين, واغتم "أبو براء" لإخفار عامر بن الطفيل ذمته في أصحاب رسول الله، ثم توفي بعد ذلك بقليل, وكان سيد "بني عامر بن صعصعة" في أيامه5. و"بئر معونة"، أرض بين أرض "بني عامر" و"حرة بني سليم"، وهي إلى حرة بني سليم أقرب6. وقد استصرخ "عامر بن الطفيل" جماعة من "بني سليم" و"عصية" و"رعلا" و"ذكران" فنفروا معه على المسلمين7.
ولما أرسل "أبو بكر" "خالد بن الوليد" إلى "بني عامر بن صعصعة"، لم يقاتلوه ودفعوا الصدقة. وكان "قرة بن هبيرة القشيري" امتنع من أداء الصدقة، وأمدَّ "طليحة الأسدي"، فأخذه خالد، فحمله إلى "أبي بكر" فحقن أبو بكر دمه8.
__________
1 الطبري "3/ 144"، "وفد بني عامر بن صعصعة".
2 مروج "2/ 328"، "دار الأندلس".
3 الاشتقاق "180، 215".
4 نهاية الأرب "18/ 51 وما بعدها".
5 المحبر "472", الطبري "3/ 545"، "ذكر خبر بئر معونة".
6 الطبري "2/ 546".
7 نهاية الأرب "17/ 130 وما بعدها".
8 البلاذري، فتوح "106".

(7/256)

الصفحة السابقة   ||   الصفحة التالية
بداية الكتاب    ||   محرك البحث