الكتاب: السلطان الشهيد عماد الدين زنكي شخصيته وعصره
    المؤلف: عَلي محمد محمد الصَّلاَّبي
    الناشر: مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، القاهرة - مصر
    الطبعة: الأولى، 1428 هـ - 2007 م
    عدد الأجزاء: 1
    [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

بطاقة الكتاب   ||   إخفاء التشكيل

أشهر نواب عماد زنكي في حلب سوار بن ابتكين قدم إلى حلب عام 524هـ الأمير سوار الملقب بمسعود هارباً من دمشق أثر تدهور علاقته بأميرها، وتقدم لعرض خدماته على زنكي: فأكرمه هذا وشرفه وخلع عليه، وأجرى له الاقطاعات الكثيرة وأعطاه ولاية حلب وأعمالها، واعتمد عليه في قتال الصليبيين، وكان له بصيرة بالحرب وتدبير الأمور ( 1)، وكانت أعماله العسكرية هي التي أكسبته شهرة واستنفذت معظم أوقاته وجهوده بسبب قربة من المواقع الصليبية وهكذا كان الأمير سوار يقوم بشن هجمات سريعة خاطفة على قوات الصليبيين وقوافلهم وكان - أحيانا أخرى يمّد قوات زنكي بجند من عنده يقودهم بنفسه إن دعت الضرورة، كما كان يقوم بالدفاع عن مدينة حلب وأعمالها ضد هجمات الصليبيين، وفضلاً عن الجنود النظاميين الذين أعتمدهم. كان ينضم إليه أحياناً كثيرة تركمان المنطقة ( 2)، طمعاً في الغنيمة أو حباً للجهاد. وقد استمر سوار في منصبه حتى مقتل زنكي عام 541هـ ( 3).
ث- ولاة (نواب زنكي على المدن والقلاع: يتضح مما سبق أنه كان لزنكي نائبان مركزيان هما: نائبه في الموصل الذي يشرف على الجهات الشرقية من الإمارة، ونائبه على حلب الذي يشرف على الجهات الغريبة " أي القسم الشامي ". وفضلاً عن هذين عين زنكي على المدن والأقاليم التي فتحها مجموعة من الولاة يطلق عليهم اسم النواب أو العمال ( 4).

2 - الوزارة: إن الوزارة في عهد زنكي ليست سوى جزء من التطور العام لهذا المنصب طيلة عصور التاريخ الإسلامي تبلور منصب الوزير منُذ العصر العباسي الأول، وكان عمله في البداية يقتصر على تنفيذ أوامر الخليفة العباسي لذا سمي هذا النوع من الاستيزار بـ " وزارة التنفيذ " وبعد مرور فترة قصيرة ظهر نوع آخر، عندما فوض الخليفة وزيره لإدارة شؤون مملكته، أطلق عليه " وزارة التفويض " ( 5) واستمر هذا المنصب يتأرجح بين التنفيذ والتفويض حسب مركز الخليفة أو السلطان الحاكم ( 6) ومن أشهر وزراء عماد الدين زنكي:

أ- الكفرتوثي 528 - 536هـ: تجمع المصادر على أن أول من استوزره زنكي هو ضياء الدين أبو سعد بهرام بن الخضر الكفرتوثي ( 7)، عام 528هـ ويتضح من هذا أن السنوات السبع الأولى من حكم زنكي لم يكن اتخذ خلالها وزيراً وربما كان نائبه في الموصل هذا
_________
( 1) ذيل تاريخ دمشق ص 240 - 241 عماد الدين زنكي ص 246.
( 2) عماد الدين زنكي ص 246.
( 3) المصدر نفسه ص 246.
( 4) المصدر نفسه ص 246.
( 5) المصدر نفسه ص 256
( 6) المصدر نفسه ص 256.
( 7) ذيل تاريخ دمشق ص 243 وفيات الأعيان (4/ 228).

(1/44)

الصفحة السابقة   ||   الصفحة التالية
بداية الكتاب    ||   محرك البحث