الكتاب: الأخبار الطوال
    المؤلف: أبو حنيفة أحمد بن داود الدينوري (المتوفى: 282هـ)
    تحقيق: عبد المنعم عامر
    مراجعة: الدكتور جمال الدين الشيال
    الناشر: دار إحياء الكتب العربي - عيسى البابي الحلبي وشركاه / القاهرة
    الطبعة: الأولى، 1960 م
    عدد الأجزاء: 1
    [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

بطاقة الكتاب   ||   إخفاء التشكيل

ابراهيم
وفي آخر ملك نمروذ، وتسميه العجم فريدون تجبر نمروذ، وعتا، ولهج بعلم النجوم، واجتلب المنجمين من آفاق الارض، وحباهم بالأموال، واختار سبعه نفر من اهل بيته، فسماهم الكوهبارين [1] . فولاهم أموره، ووكل كل رجل منهم بعمل افرده به.
وكان آزر ابو ابراهيم احد السبعه الذين اختارهم. وقد كان دان له الشرق والغرب، فكان من امر مولد ابراهيم ما قد جاءت به الآثار، وكان أول من آمن بابراهيم امراته ساره، وكانت من اجمل اهل عصرها. ولوط كان ابن اخته، فأقام ابراهيم مع ابيه ما شاء الله، ثم خرج مهاجرا له، وخرجت معه ساره، وكان ابو لوط من اهل مدينه سدوم [2] . وكانت أمه بنت آزر، وانما كان قدم الى بابل زائرا لجده آزر، فآمن بابراهيم، فأقام معه ببابل مؤازرا له على امره، فلما خرج ابراهيم ع مهاجرا خرج معه لوط، فلحق بابيه واهل بيته بمدينه سدوم، وهي فيما بين ارض الأردن وتخوم ارض العرب، وسار ابراهيم حتى اتى ارض مصر.

هجره جرهم والمعتمر
قالوا: وان ولد قحطان كثروا بأرض اليمن، فوقع بينهم التباغى والتحاسد، فاجتمع ولد يعرب بن قحطان على جرهم بن قحطان وولد المعتمر بن قحطان، فنفوهم عن اليمن وارضه، فسارت جرهم نحو الحرم، وسار بنو المعتمر نحو الحجاز، ورئيس جرهم مصاص بن عمر بن عبد الله بن جرهم بن قحطان، وأرادوا نزول الحرم،
__________
[1] في بعض النسخ الاوربيه القوهيارتين. والصحيح ما ذكر، والمعنى المختارون
[2] سدوم مدينه قديمه في فلسطين احرقت بنار سماويه لارتكاب أهلها الفحشاء وعدم طاعتهم نبيهم لوطا، ويقال انها سميت باسم قاضيها الذى كان يضرب به المثل في الجور والظلم

(1/8)

الصفحة السابقة   ||   الصفحة التالية
بداية الكتاب    ||   محرك البحث