الكتاب: دَرْجُ الدُّرر في تَفِسيِر الآيِ والسُّوَر
    المؤلف: أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الفارسي الأصل، الجرجاني الدار (المتوفى: 471هـ)
    محقق القسم الأول: طلعت صلاح الفرحان
    محقق القسم الثاني: محمد أديب شكور أمرير
    الناشر: دار الفکر - عمان، الأردن
    الطبعة: الأولى، 1430 هـ - 2009 م
    عدد الأجزاء: 2
    [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
    تنبيه: أصل الكتاب أطروحتي دكتوراة للمحققَيْن

بطاقة الكتاب   ||   إخفاء التشكيل

ويروى عن فريدون أيضا أنّه أرسل بنيه ( 1) إلى ملك مصر ليخطبوا منه ( 2) بناته، فلمّا رجعوا استقبلهم فريدون في الطريق متمثّلا ثعبانا يبتليهم بذلك، ففرّ (سلم) وحمل ( 3) عليه (طوش) وانذار (إيرج) ( 4)، فلمّا رأى ذلك قسم الملك بينهم على قضيّة ( 5) ما رأى، وقال الشاعر ( 6): [من الطويل]
يعقّد سحر البابليّين طرفها … مرارا وتسقينا سلافا من الخمر
وقول ( 7) من يزعم أنّ قوله: {وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ} للنفي منتقض بقوله ( 8): {وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتّى يَقُولا ( 9)} إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ( 10).
ثمّ ( 11) يحتمل أنّهما باقيان بعد، ولكنّ الله تعالى صرف أكثر الناس عنهما لنوع من المصالح ( 12)، ويحتمل أنّه قد انقرض أمرهما.
فإن قيل: زهرة أحد الكواكب (25 و) السبعة التي ركّب الله فيها مصالح الدنيا، وقد روي في حديث المسوخ ( 13) ما روي، وهو محال فلا يجوز قبوله والاستدلال به، قلنا: ومن يسلّم بأنّ مصالح الدنيا متعلّقة بالكواكب، وأنّها سبعة منذ خلقت الدنيا، وإن صحّ أنّها ( 14) لم تزل سبعة، فيحمل أنّ الكوكب ( 15) لم يكن يسمّى زهرة، فلمّا مسخ الله تلك المرأة وأودعها هذا الكوكب تعذيبا لها سمّي الكوكب باسمها ( 16).
واعلم أنّ الجنّ أمّة ( 17) كالإنس، قال الله تعالى: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ}
_________
( 1) في الأصل وك: بفئة، وفي ب: نفيه.
( 2) ساقطة من ع.
( 3) في ب: وحمله.
( 4) سلم وطوش وإيرج أسماء بنيه، وفي بعض المصادر اختلاف في الأسماء قد يكون بسبب التحريف.
( 5) (على قضية) ساقطة من ب. وينظر: التنبيه والأشراف 34، ومعجم البلدان 2/ 57 (توران).
( 6) ذو الرّمّة، ديوانه 55.
( 7) في ب: وقوله، والهاء مقحمة.
( 8) في ع: لقوله.
( 9) (وما أنزل على الملكين. . . يقولا) ليس في ك.
( 10) ليس في ب. وينظر: تفسير الطبري 1/ 636 - 637، والبيان في غريب إعراب القرآن 1/ 114.
( 11) ساقطة من ع.
( 12) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 1/ 374.
( 13) في ب: المنسوخ.
( 14) بعدها في ب: (سبعة منذ خلقت الدنيا وإن صح أنها) مكررة.
( 15) في ك وب: الكواكب، وكذا ترد في ب قريبا.
( 16) ينظر: تفسير القرآن الكريم 1/ 437 - 438، وتفسير البغوي 1/ 101.
( 17) ساقطة من ب.

(1/209)

الصفحة السابقة   ||   الصفحة التالية
بداية الكتاب    ||   محرك البحث