الكتاب: الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني ومعه بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني
    المؤلف: أحمد بن عبد الرحمن بن محمد البنا الساعاتي (المتوفى: 1378 هـ)
    الناشر: دار إحياء التراث العربي
    الطبعة: الثانية
    عدد الأجزاء: 24
    أعده للشاملة/ فريق رابطة النساخ برعاية (مركز النخب العلمية)
    [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

بطاقة الكتاب   ||   إخفاء التشكيل

-[آخر نظرة نظرها بعض الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقت الصبح في يوم الاثنين الذي توفي فيه]-
إني أول من اتبعه من أهله فضحكت (1) (عن أنس بن مالك) (2) أن الله عز وجل تابع الوحي 510 على رسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته حتى توفي، وأكثر ما كان الوحي يوم توفى (3) رسول الله صلى الله عليه وسلم (باب آخر عهده بالصلاة وآخر عهد أصحابه به وله صلى الله عليه وسلم مات شهيدا) (وعنه أيضًا) 511 (4) قال لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي توفي فيه أتاه بلال يؤذنه بالصلاة (5) فقال بعد مرتين يا بلال قد بلغت فمن شاء فليصل ومن شاء فليدع، فرجع إليه بلال فقال يا رسول الله بأبي أنت وأمي من يصلي بالناس؟ قال مرو أبا بكر فليصل بالناس، فلما أن تقدم أبو بكر رفعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الستور قال فنظرنا إليه كأنه ورقة بيضاء (6) عليه خميصة، فذهب أبو بكر يتأخر وظن أنه يريد الخروج إلى الصلاة فأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر يقوم فيصلي، فصلى أبو بكر بالناس فما رأيناه بعد (7) (وعنه أيضا) (8) قال لما كان يوم الاثنين (وفي لفظ)
__________
(1) لم تذكر فاطمة لعائشة رضي الله عنهما هذا الخبر إلا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم كما في أحاديث أخرى ستأتي في مناقب فاطمة رضي الله عنها، أما قولها فبكيت أي من أجل فراقه، وأما قولها فضحكت فلكونه أخبرها بأنها أول من يموت من أهل بيته فضحكت سرورا بسرعة اللحاق به، ففي ذلك ما كانوا عليه من إيثار الآخرة والسرور بالانتفال إليها والخلوص من دار الكدر والنكد، وفي الحديث معجزتان ظاهرتان (إحداهما) أنه أخبرها بأنه سيموت في مرضه هذا فكان (والثانية) إخباره صلى الله عليه وسلم بأنها أول من يموت من أهل بيته فوقع كما قال (قال الحافظ) اتفقوا على أن فاطمة عليها السلام كانت أول من مات من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بعده حتى من أزواجه أهـ (قلت) قال المؤرخون توفيت فاطمة رضي الله عنها في اليوم الثالث من شهر رمضان من السنة التي توفى فيها النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم (تخريجه) (ق. وغيرهما) (3) (سنده) حدثنا يعقوب حدثني أبي عن صالح قال أبو شهاب أخبرني أنس بن مالك الخ (قلت) هو صالح بن كيسان ثقة من رجال الصحيحين (غريبه) (3) إنما كثر الوحي يوم وفاته صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم لأجل تسليته وتوديعه وتبشيره بما أعده الله له من النعيم المقيم ونحو ذلك (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وهو حديث صحيح ورجاله كلهم ثقات من رجال الصحيحين (باب) (4) (سنده) حدثنا يزيد أنا سفيان يعني بن حسين عن الزهري عن أنس (يعني ابن مالك قال لما مرض الخ) (غريبه) (5) الظاهر إن إتيان بلال كان بعد خروجه صلى الله عليه وسلم وخفثه من مرضه وصلاته بهم وخطبته فيهم فظن بلال أنه سيواصل الصلاة بهم فأذنه بالصلاة (6) هو عبارة عن الجمال البارع وصفاء الوجه واستنارته (وقوله عليه خميصة) الخميصة ثوب خزا وصوف؟؟، وقيل لا تسمي خميصة إلا أن تكون سوداء معلمة وكانت من لباس الناس قديما وجمعها الخمائص (له) (7) كان ذلك يوم الاثنين اليوم الذي توفي فيه كما سيأتي في الحديث التالي (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه سفيان بن حسين وهو ضعيف في الزهري، وهذا من حديثه عنه أهـ (قلت) يؤيده الحديث التالي (8) (سنده) حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال قال الزهري وأخبرني أنس بن مالك

(21/241)

الصفحة السابقة   ||   الصفحة التالية
بداية الكتاب    ||   محرك البحث