الكتاب: الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني ومعه بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني
    المؤلف: أحمد بن عبد الرحمن بن محمد البنا الساعاتي (المتوفى: 1378 هـ)
    الناشر: دار إحياء التراث العربي
    الطبعة: الثانية
    عدد الأجزاء: 24
    أعده للشاملة/ فريق رابطة النساخ برعاية (مركز النخب العلمية)
    [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

بطاقة الكتاب   ||   إخفاء التشكيل

-[تابع قصة موسى مع الخضر عليهما السلام]-
من أنت؟ قال أنا موسى، قال موسى بني إسرائيل؟ قال نعم، قال فما شأنك؟ قال جئت لتعلمني مما علمت رشدا قال أما يكفيك أن أنباه التوراة بيدك وأن الوحي يأتيك، يا موسى أن لي علما لا ينبغي أن تعلمه (1) وإن لك علما لا ينبغي أن أعلمه (2) فجاء طائر فأخذ بمنقاره (3) فقال والله ما علمي وعلمك في علم الله إلا كما أخذ هذا الطائر بمنقاره من البحر (حتى إذا ركبا في السفينة) وجدا معابر (4) صغارا تحمل أهل هذا الساحل إلى هذا الساحل عرفوه (5) فقالوا عبد الله الصالح فقلنا لسعيد (6) خضر؟ قال نعم لا يحملونه بأجر فخرقها ودق فيها وتدا، قال موسى أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا) قال قال مجاهد (7) نكرا (قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا) وكانت الأولى نسيانا (8) والثانية شرطا والثالثة عمدا (قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا) (9) فلقيا غلاما فقتله، قال يعلى بن مسلم (10) قال سعيد بن جبير وجدا غلمانا يلعبون فأخذ غلاما كافرا كان ظريفا فأضجعه ثم ذبحه بالسكين (قال أقتلت نفسا زكية) (11) لم تعمل بالحنث فانطلقا (فوجدا جدارا يريد أن ينقض (12) فأقامه) قال سعيد بيده هكذا ورفع يده فاستقام قال يعلى فحسبت أن سعيدا قال فمسحه بيده فاستقام (13) (قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا) قال سعيد أجرا نأكله (14) قال
__________
أو كانت تحيتهم غيره (1) أي جميعه (2) أي جميعه، قال الحافظ وتقدير ذلك متعين، لأن الخضر كان يعرف من الحكم الظاهر ما لا غنى بالمكلف عنه، وموسى كان يعرف من الحكم الباطن ما يأتيه بطريق الوحي (3) يعني من البحر كما جاء في رواية البخاري (4) المعابر جمع معبر كمنبر وهي السفن الصغار (5) أي أهل المدينة عرفوا الخضر (6) يحتمل أن يكون القائل يعلى بن مسلم، وسعيد هو ابن جبير (وقوله خضر) أي هو خضر (7) يعني فيما رواه ابن جريج عنه في قوله إمرا قال (نكرا) بدل إمرا، ووصله عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عنه مثله، قيل ولم يسمع ابن جريج من مجاهد (8) أي نسيانا من موسى حتى قال لا تؤاخذني بما نسيت (والثانية شرطا) حيث قال إن سألتك عن شيء بعدها (والثالثة عمدا) أي حيث قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا (9) أي لا تشدد على (10) يعني بالإسناد السابق (11) بحذف الألف والتشديد وهي قراءة ابن عامر والكوفيين زاد عند البخاري (بغير نفس) لم تعمل بالحنث بالحاء المهملة المكسورة والنون الساكنة لأنها لم تبلغ الحلم وهو تفسير لقوله زكية أي قتلت نفسا زكية لم تعمل الحنث بغير نفس (12) أي يسقط والإرادة هنا على سبيل المجاز (وقوله قال سعيد) يعني من رواية ابن جريج عن عمرو بن دينار عنه (بيده هكذا) أي أشار إليه بيده وهو من إطلاق القول على الفعل وهذا في كلام العرب كثير أي مسحه الخضر بيده (13) جاء في كيفية إقامة هذا الجدار أقوال كثيرة، والذي دل عليه القرآن الإقامة لا الكيفية، وأحسن هذه الأقوال أنه مسحه أو دفعه بيده فاعتدل لأن ذلك أليق بحال الأنبياء وكرامات الأولياء إلا أن يصح عن الشارع أنه هدمه وبناه فيصار إليه (14) معناه أنك قد علمت أننا جياع وأن أهل القرية لم يطعمونا فكان ينبغي أن لا نعمل لهم مجانا بل تأخذ على عملك هذا أجرا نستعين به على الطعام الذي نأكله، وإنما قال موسى ذلك لأنه كان حصل له جهد كبير من فقد الطعام، عند ذلك، قال له الخضر كما جاء في كتاب الله عز وجل (قال هذا فراق بيني وبينك) أي هذا وقت فراق بيني وبينك وقيل هذا الإنكار على ترك أخذ الأجر هو المفرق بيننا، وقيل إن موسى أخذ بثوب الخضر وقال

(18/203)

الصفحة السابقة   ||   الصفحة التالية
بداية الكتاب    ||   محرك البحث