الكتاب: شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى المؤلف: أبو القاسم شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي الدمشقي المعروف بأبي شامة (المتوفى: 665هـ) المحقق: جمال عزون الناشر: مكتبة العمرين العلمية - الشارقة/ الإمارات الطبعة: الأولى، 1420هـ /1999 م عدد الأجزاء: 1 [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] |
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم (1/43)
قَالَ الشَّيْخ الْفَقِيه الإِمَام الْعَلامَة أَبُو الْقَاسِم شهَاب الدّين عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي نفع الله الْمُسلمين بطول بَقَائِهِ، وأشركنا فِي صَالح دُعَائِهِ:
الْحَمد لله مولي كل نعْمَة، ومؤتي من يَشَاء إِيمَانًا وَحِكْمَة، أَحْمَده على أَن جعلنَا من خير أمة، ووفقنا للاشتغال بكتابه وَسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - فلنا بهما أتم حُرْمَة، وجنبنا طَريقَة الَّذِي لَا يرقبون فِي الله إِلَّا وَلَا ذمَّة، وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة دافعة لكل نقمة، مَانِعَة من كل وصمة، جالبة للفوز فِي الْآخِرَة بالنضرة وَالنعْمَة، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله نَبِي الرَّحْمَة، وَكَاشف الْغُمَّة، وسراج الْأمة، الْمنور لكل ظلمَة، الَّذِي امتن الله تَعَالَى بِهِ على هَذِه الْأمة، فَقَالَ: {لقد من الله على الْمُؤمنِينَ إِذا بعث فيهم رَسُولا من أنفسهم يَتْلُوا عَلَيْهِم آيَاته ويزكيهم وَيُعلمهُم الْكتاب وَالْحكمَة} ، صلى الله عَلَيْهِ وعَلى جَمِيع الْمَلَائِكَة والنبيين