الكتاب: الحبة السوداء في الحديث النبوي والطب الحديث المؤلف: عبد الله بن عمر با موسى الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة الطبعة: الأولى، 1425هـ عدد الأجزاء: 1 [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي] |
الحبة السوداء في الحديث النبوي والطب الحديث (1/1)
إعداد الدكتور: د. عبد الله بن عمر باموسى
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, الرحمة المهداة محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
إن من دلائل النبوة المحمدية الباقية والمتزايدة مع الوقت ما تضمنته نصوص القرآن والسنة من إشارات وإيماءات متعلقة بآيات الله في الأنفس والآفاق، بعضها عرف مدلوله ومعناه على وجه الحقيقة مؤخرا، وبعضها لم يتوصل إليه العلم حتى الآن، وقد يعرف فيما بعد. ومن هذا الإعجاز النصوص الواردة في الطب، وقد جمعها عدد من العلماء في مصنفات سميت بالطب النبوي، ومنها ما نحن بصدده في هذا البحث من نصوص واردة في الحبة السوداء التي قال عنها مَنْ لا ينطق عن الهوى: إنها شفاء من كل داء إلا السام. وقد يستغرب بعضهم من ورود هذه النصوص المتعلقة بالطب في القرآن والسنة، وهذا يزيل استغرابه ابن القيم رحمه الله حيث قال "ولعل قائلا يقول: ما لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وما لهذا (الباب) وذكر قوى الأدوية وقوانين العلاج، وتدبير أمر الصحة؟.
وهذا من تقصير هذا القائل، في فهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
فإن هذا وأضعافه، وأضعاف أضعافه من فهم بعض ما جاء به، وإرشاده إليه، ودلالته عليه. وحسن الفهم عن الله ورسوله: من يمن الله به على من يشاء من عباده. فقد أوجدناك أصول الطب الثلاثة في القرآن. وكيف تنكر أن تكون شريعة المبعوث بصلاح الدنيا والآخرة، مشتملة على صلاح الأبدان، كاشتمالها على صلاح القلوب، وأنها مرشدة إلى حفظ