الكتاب: حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار
    المؤلف: محمد بن عمر بن مبارك الحميري الحضرمي الشافعي، الشهير بـ «بَحْرَق» (المتوفى: 930هـ)
    الناشر: دار المنهاج - جدة
    تحقيق: محمد غسان نصوح عزقول
    الطبعة: الأولى - 1419 هـ
    عدد الأجزاء: 1
    [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

بطاقة الكتاب   ||   إخفاء التشكيل

فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «يا أبا بكر لا تبك، إنّ من أمنّ النّاس عليّ في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متّخذا خليلا غير ربّي لاتّخذت أبا بكر، ولكن أخوّة الإسلام ومودّته، لا يبقينّ في المسجد باب إلّا سدّ، إلّا باب أبي بكر» «1» .

[نعي النّبيّ ص نفسه إلى فاطمة رضي الله عنها وبشارته لها]
وفيهما-[أي: الصّحيحين]- أنّه صلى الله عليه وسلم دعا ابنته فاطمة، في شكواه الّتي قبض فيها، فسارّها بشيء فبكت، ثمّ دعاها فسارّها بشيء فضحكت.
قالت عائشة: فسألتها بعد موته، فقالت: أخبرني أنّه يقبض في وجعه ذلك فبكيت، ثمّ أخبرني أنّي أوّل أهله يتبعه فضحكت «2» .
فماتت رضي الله عنها بعده بستّة أشهر.

[كثرة نزول الوحي على النّبيّ صلى الله عليه وسلم في السّنة الّتي قبض فيها]
وروى البخاريّ عن أنس رضي الله عنه قال: إنّ الله تابع على رسوله صلى الله عليه وسلم نزول الوحي حين توفّاه أكثر ما كان الوحي، ثمّ توفّي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد «3» .

[تأثّر فاطمة رضي الله عنها لما ألمّ بأبيها صلى الله عليه وسلم]
قال العلماء: وذلك لكثرة الوفود وسؤالهم عن الأحكام.
وفيه-[أي: الصّحيحين]- عنه أيضا قال: لمّا ثقل النّبيّ صلى الله عليه وسلم جعل يتغشّاه الكرب، فقالت فاطمة عليها السّلام: واكرب أباه، فقال لها: «ليس على أبيك كرب بعد اليوم» ، قال: فلمّا دفنّاه، قالت فاطمة عليها السّلام: يا أنس، أطابت أنفسكم أن تحثوا على نبيّكم التّراب «4» .
__________
(1) أخرجه البخاريّ، برقم (454- 3454) .
(2) أخرجه البخاريّ، برقم (3427) . ومسلم برقم (2450/ 97) . عن عائشة رضي الله عنها.
(3) أخرجه البخاريّ، برقم (4697) .
(4) أخرجه البخاريّ، برقم (4193) .

(1/386)

الصفحة السابقة   ||   الصفحة التالية
بداية الكتاب    ||   محرك البحث