الكتاب: معالم أصول التربية الإسلامية من خلال وصايا لقمان لابنه
    المؤلف: عبد الرحمن محمد عبد المحسن الأنصاري
    الناشر: مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
    الطبعة: السنة الثامنة والعشرون - 1417هـ - 1418هـ
    [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي]

بطاقة الكتاب   ||   إخفاء التشكيل

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
مُقَدّمَة الدراسة:
الْحَمد لله رب الْعَالمين وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على أشرف الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ نَبينَا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه أَجْمَعِينَ.
أما بعد:
تظهر على الساحة التربوية بَين آونة وَأُخْرَى العديد من الأفكار والنظريات التربوية الَّتِي تَدعِي اهتمامها بتربية الْإِنْسَان وتهذيبه مثل النظريات المثالية والوجودية والواقعية والبرجماتية وَغَيرهَا، وبالرغم من ملاءمة تِلْكَ النظريات لظروف وَاقعهَا إِلَى حد مَا إِلَّا أَنه يُمكن القَوْل أَن تِلْكَ النظريات تقف عاجزة أَمَام تحديات تربية الْإِنْسَان فِي كل عصر هَذَا من جِهَة وَمن جِهَة أُخْرَى أَنَّهَا لَيست عَامَّة وشاملة لكل زمَان وَمَكَان.
من هُنَا كَانَت حَاجَة الْإِنْسَان إِلَى تربية تهذب العناصر الْمَطْلُوبَة لشخصيته وَهِي عناصر طيبَة تلتقي جَمِيعهَا فِي نقطة وَاحِدَة هِيَ الْفَضِيلَة وَالَّتِي يُمكن توضيحها بِأَنَّهَا كل فعل فعلته فأرضيت فِيهِ رَبك وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ قَلْبك واستراح لَهُ ضميرك ونلت بِهِ حب النَّاس1. بِهَذِهِ المواصفات يُمكن إعداد الشخصية الإنسانية الْخيرَة الصَّالِحَة.
يَتَقَرَّر مِمَّا سبق أَن الْحَاجة إِلَى التربية الإسلامية شَدِيدَة، لِأَن الْعُقُول البشرية لَا تَسْتَطِيع وَحدهَا إِدْرَاك مصالحها الْحَقِيقَة الَّتِي تكفل لَهَا سَعَادَة الدَّاريْنِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَة، كَمَا أَنَّهَا لَا تهدي وَحدهَا إِلَى التَّمْيِيز بَين الْخَيْر وَالشَّر، والفضيلة والرذيلة فالإنسان لَيْسَ كَامِل الْحَواس وَالْعقل وَمن ثمَّ فَإِن مداركه ومعارفه مهما وصلت إِلَى دَرَجَة عالية فَإِنَّهَا تبقى قَاصِرَة ومحدودة.
__________
1 - مُحَمَّد عبد الله السمان: التربية فِي الْقُرْآن ص 14.

(1/423)

الصفحة السابقة   ||   الصفحة التالية
بداية الكتاب    ||   محرك البحث