الكتاب : المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز المؤلف : أبو القاسم شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي الدمشقي المعروف بأبي شامة (المتوفى : 665هـ) المحقق : طيار آلتي قولاج الناشر : دار صادر - بيروت سنة النشر : 1395 هـ - 1975 م عدد الأجزاء : 1 [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ، وهو مذيل بالحواشي] __________ (تنبيه) : الكتاب مرتبط بنسخة مصورة موافقه لترقيمه (ط دار صادر) ، وأخرى مخالفة (ط دار الكتب العلمية) |
وَقُرْآنَهُ} ، إن علينا أن نجمعه في صدرك وقرآنه فتقرؤه، {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} ( 1) ، قال: أنزلناه فاستمع له {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} ( 2) أن نبينه بلسانك، فكان إذا أتاه جبريل عليه السلام أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله تعالى ( 3) . (1/30)
وفي رواية: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعالج من التنزيل شدة، كان يحرك شفتيه، فأنزل الله عز وجل: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} ، قال: جمعه في صدرك ثم تقرؤه {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} ، قال: فاستمع وأنصت، ثم إن علينا أن تقرأه، قال: فكان رسول الله صلى الله [10 ظ] عليه وسلم إذا أتاه جبريل عليه السلام استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما أقرأه ( 4) .
وعن ابن شهاب ( 5) قال: أخبرني أنس بن مالك ( 6) أن الله تعالى تابع الوحي على رسوله قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم توفي رسول
__________
( 1) القيامة: 18.
( 2) القيامة: 19.
( 3) البخاري 6/ 76، 6/ 112، مسلم 2/ 35.
( 4) البخاري 1/ 4، مسلم 2/ 35.
( 5) هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب، أبو بكر الزهري، أول من دون الحديث، وأحد الفقهاء والأعلام التابعين بالمدينة، توفي سنة 124هـ "وفيات الأعيان 1/ 571، تذكرة الحفاظ 1/ 102، غاية النهاية 2/ 262، تهذيب التهذيب 9/ 445".
( 6) هو أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد، أبو حمزة الأنصاري الخزرجي، خادم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأحد المكثرين، توفي سنة 93هـ على خلاف "الإصابة 1/ 71".