الكتاب: (مختصر في الطب) العلاج بالأغذية والأعشاب في بلاد المغرب المؤلف: عبد الملك بن حَبِيب بن حبيب بن سليمان بن هارون السلمي الإلبيري القرطبي، أبو مروان (المتوفى: 238هـ) المحقق: محمد أمين الضناوي الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة: الأولى، 1998 عدد الأجزاء: 1 [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] |
(مَا جَاءَ فِي الْأَمر بالتداوي والعلاج) (1/9)
قَالَ عبد الْملك بن حبيب:
حَدثنِي مطرّف بن عبد الله عَن مَالك بن أنس عَن زيد بن أسلم أَن رجلا فِي زمَان رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] جرح فاحتقن الْجرْح بِالدَّمِ وَأَن الرجل دَعَا برجلَيْن من بني أَنْمَار فَنَظَرا إِلَيْهِ فَقَالَ لَهما رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : " أيكما، أطبّ؟ ".
فَقَالَا: أَفِي الطبّ خير، يَا رَسُول الله؟ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : " أنزل الدَّوَاء الَّذِي أنزل الدَّاء ". فَأَمرهمَا رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] يومئذٍ بمداواته فبطَّا الْجرْح وغسلاه ثمَّ خاطاه.
وَعَن زيد بن أسلم أَن رجلا أَتَى الى رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وَقد نصل فِي بَطْنه نصل فَدَعَا رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] رجلَيْنِ من الْعَرَب كَانَا متطببين فَقَالَ لَهما: " يكما، أطبّ؟ ".
فَقَالَا: أَفِي الطِّبّ خير، يَا رَسُول الله؟ فَقَالَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : أنزل [الدَّوَاء] 8 الَّذِي ابتلى بالداء ".
فَقَالَ أَحدهمَا: أَنا أطبّ الرجلَيْن يَا رَسُول الله. فَأمره رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] بمداواته. فبطّ بَطْنه واستخرج النصل ثمَّ خاطه.
وَعَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قَالَ: " تداوا فَإِن الله لم يخلق دَاء إِلَّا خلق لَهُ