الكتاب: المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب
    المؤلف: عبد الرحمن بن حمد بن زيد المغيرى اللامي، الطائي نسبا، الحنبلي مذهبا، والنجدي وطنا (المتوفى: 1364هـ)
    [الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع]

بطاقة الكتاب   ||   إخفاء التشكيل

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلق الخليقة من عدم، وأنشأها وقدّر فيها مقادير حكمته، فأنقذها، أعز من شاء بحكمته، وأذل من شاء بعدله، فهو المستحق أن يعبد ويوحّد، ويقدس ويمجّد، تعالى بذاته وكمال صفاته وتفرّد.
وأصلي على سيدنا ونبينا محمد، الذي قوم قواعد الشريعة وأوضح طرقها، ومهّد، صلى الله عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين دائماً مؤيد، وعلى آله وصحبه.
أما بعد: فيقول الفقير إلى ربه عبد الرحمن بن حمد بن زيد المغيرى اللامي، الطائي نسبا، الحنبلي مذهبا، والنجدي وطنا، سألني بعض الأخوان أن أجمع نبذة في النسب، تشتمل على أصول العرب، ولم أكن من أهل ذلك الميدان، ولكن حملني على ذلك عدم رغبة الناس في هذا الفن، الذي هو دأب العرب قبلنا، قال الله سبحانه وتعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل؛ لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم) .
قال بعض المفسرين: الشعوب العجم، والقبائل من العرب.جاء في الحديث " إن الله سبحانه وتعالى يقول يوم القيامة: كل نسب منقطع إلا نسبي وهو التقوى ".وجاء في الحديث: " تعلمون من أنسابكم ما تعرفون به أحسابكم، وتصلون به أرحامكم ".وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا وليتم مصرا فاستوصوا بالقبط خيرا، فإن لهم صهرا وقرابة ".وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه: تعلموا النسب، ولا تكونوا كنبطي السواد إذا سئل أحدهم عن أصله، قال: من قرية كذا وكذا؛ وكان أبو بكر رضى الله عنه نسابا، وكذلك سعيد بن المسيَّب.وقال بعض الظرفاء: إذا رأيت الرجل يكره علم النسب فاعلم أن نسبه مشوب بغير العرب، وانتخبت هذه النسخة من كتب النسب والتاريخ: مثل قلائد الجمان للسيوطي، وسبائك الذهب للسويدي، ووصايا الملوك، والعقد الفريد، وتاريخ ابن الأثير.وسميته: " بالكتاب المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب " وأخذت أيضا من الرجال الثقات من البادية والحاضرة الموجودين، فإن العرب كما هو المشاهد منهم أنه يكون أحدهم في قبيلة وينتسب إلى غيرها، وكان السبب اختلاط بعضهم ببعض بالحلف والمصاهرة، وكف الولاية بعضهم عن بعض؛ فبذلك اختلطوا، ومع ذلك حفظوا أحسابهم وأنسابهم؛ فلا يدعى أحد لغير أبيه، ولا ينتسب إلا لقبيلته في أي حال وفي أي مكان.وكان يوجد فيهم من ينسب نفسه إلى نفسه إلى قحطان، والعدناني إلى عدنان.
ومبتدأ البشر آدم عليه السلام وهو أبو البشر، قال ابن الجوزي وغيره: عاش آدم عليه السلام بعد مهبطه إلى الأرض ألف سنة، وقيل: عاش أكثر من ذلك، وذكر أنه ولد له من حواء أربعون توأماً، في كل بطن ذكر وأنثى، وانقرضوا كلهم إلا نسل شيث.
قال ابن جرير في تاريخه: إن حواء ولدت له أربعين ولداً، وقيل مائة وعشرين. وكان بين موت آدم عليه السلام وبين ولادة نوح عليه السلام عشرة قرون، وقيل أكثر من ذلك. ونوح بن الملك بن متوشلخ بن أخنوخ بن الياء ابن مهلائيل بن قبنان بن أنوش لابن شيث بن آدم.
قال في العقد الفريد: ونوح النبي عليه السلام وهو أبو البشر الثاني عليه الصلاة والسلام؛ لأن ما قبله من أولاد آدم لم يبق لهم نسل من بعد الغرق بالطوفان. فالباقون من نسل نوح قال الله تعالى: (وجعلنا ذريته هم الباقين) ولنوح عدة أولاد: سام وحام ويافث. فأولاد سام: العرب وفارس والروم. وأولاد حام: السودان والبربر والقبط. وأولاد يافث: الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج.
وذكر ابن الأثير في تاريخه ذرية نوح عليه السلام، قال وهب بن منبه: إن سام بن نوح أبو العرب وفارس والروم. وحام بن نوح أبو السودان. ويافث بن نوح أبو الترك ويأجوج ومأجوج. وقيل القبط من ولد قوط بن حام. قال إن امرأة سام بن نوح صلب ابنة بتأويل بن محول بن أخنوخ بن قين بن آدم. قال وأما يافث فله من الولد جامر ومومع ومورك وبوان ونوبا وماشج وتيرش. فمن ولد جامر ملوك فارس في قول، ومن ولد تيرش الترك والخزر. ومن ولد ماشج الأسبان. ومن ولد مومع يأجوج ومأجوج. ومن ولد بوان الصقالبة وبرجان.

(1/1)

الصفحة السابقة   ||   الصفحة التالية
بداية الكتاب    ||   محرك البحث