الكتاب: الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان
    المؤلف: محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ، التميمي، أبو حاتم، الدارمي، البُستي (المتوفى: 354هـ)
    ترتيب: الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي (المتوفى: 739 هـ)
    حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه: شعيب الأرنؤوط
    الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت
    الطبعة: الأولى، 1408 هـ - 1988 م
    عدد الأجزاء: 18 (17 جزء ومجلد فهارس)
    [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي، ويمكن الانتقال للجزء والصفحة ورقم الحديث]

بطاقة الكتاب   ||   إخفاء التشكيل

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْوَحْيِ لَمْ يَنْقَطِعْ عَنْ صَفِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَنْ أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنَ الدُّنْيَا إِلَى جَنَّتِهِ
44 - حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ أَخْبَرَنَا خَالِدٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَتَاهُ رَجُلٌ وَأَنَا أَسْمَعُ فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ كَمِ انْقَطَعَ الْوَحْيُ عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ مَوْتِهِ فَقَالَ مَا سَأَلَنِي عَنْ هَذَا أَحَدٌ مُذْ وَعَيْتُهَا مِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: لَقَدْ قُبِضَ مِنَ الدنيا وهو أكثر مما كان1. [48:5]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم. خال: هو ابن عبد الله الطحان الواسطي. وأخرجه أحمد 3/236، والبخاري "4982" في فضائل القرآن: باب كيف نل الوحي، ومسلم "3016" في التفسير، والنسائي في "فضائل القرآن" "8" أربعتهم من طريق يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مالك رضي الله عنه: أن الله تابع الوحي على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم قبل وفاته، حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد. واللفظ للبخاري.
قال الحافظ في "الفتح" 9/8:
قوله: "حتى توفاه أكثر ما كان الوحي" أي الزمان الذي وقعت فيه وفاته كان نزول الوحي فيه أكثر من غيره من الأزمنة، قال: والسر في ذلك أن الوفود بعد فتح مكة كثروا، وكثر سؤالهم عن الأحكام، فكثر النزول بسبب ذلك، وهذا الذي وقع أخيرا على خلاف ما وقع أولاً، فإن الوحي في أول البعثة فتر فترة، ثم كثر، وفي أثناء النزول بمكة لم ينزل من السور الطوال إلا القليل، ثم بعد الهجرة نزلت السور الطوال المشتملة على غالب الأحكام، إلا أنه كان الزمن الأخير من الحياة النبوية أكثر الأزمنة نزولا بالسبب المتقدم.

(1/232)

الصفحة السابقة   ||   الصفحة التالية
بداية الكتاب    ||   محرك البحث