الكتاب: المذكر والمؤنث المؤلف: سعيد بن إبراهيم التستري، البغدادي، النصراني، أبو الحسين الكاتب (المتوفى: 361هـ) [الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع] |
بسم الله الرحمن الرحيم: (1/1)
قال سعيد بن إبراهيم التستري الكاتب: ليس يجري أمر المذكر والمؤنث على قياس مطرد، ولا لهما باب يحصرهما، كما يدعي بعض الناس؛ لأنهم قالوا: إن علامات المؤنث ثلاث: الهاء في قائمة وراكبة.
والألف الممدودة في حمراء وخنفساء.
والألف المقصورة في مثل حبلى وسكرى.
وهذه العلامات بعينها موجودة في المذكر: أما الهاء ففي مثل قولك: رجل باقعة ونسابة وعلامة وربعة، وراوية للشعر، وصرورة للذي لم يحج، وفروقة للجبان، وتلعابة، وضحكة وهمزة ولمزة؛ مما حكى الفراء أنه لا يحصيه.
وأما الألف الممدودة مثل: رجل عياياء وطباقاء، وبسر قريثاء، ويوم ثلاثاء وأربعاء وأسراء وفقهاء وبراكاء؛ للشديد القتال، ورجل ذو بزلاء إذا كان جيد الرأي.
وأما الألف المقصورة ففي مثل: رجل خنثى، وزبعرى للسيء الخلق، وجمل قبعثرى إذا كان ضخماً شديداً، وكمثرى والبهمى نبت له شوك، وجرحى وسكرى وحزارى، وسمانى، وخزامى نبت، وباقلي وهندبى، وأسرى ومرضى، وغير ذلك مما لا يحصى.
ووصفوا أن المذكر: هو الذي ليس فيه شيء من هذه العلامات، مثل زيد وسعد. وقد يوجد على هذه الصورة كثير من المؤنث مثل هند ودعد، وأتات ورخل وعنز، وكتف ويد ورجل وساق، وعناق.
وقالوا: كل ما في رأس الإنسان من اسم لاهاء فيه فهو مذكر إلا ثلاثة أحرف؛ العين والأذن والسن فإن هذه الأسماء مؤنثة وسائره مذكر نحو الخد والرأس والصدغ والشارب.
ويجوز التذكير والتأنيث في اللسان والقفا والعنق، والعلباء؛ عصبة في العنق والليت صفحة العنق.
وكل ما في باطن جسد الإنسان من اسم لاهاء فيه فهو مذكر، نحو القلب والفؤاد والطحال والمعي، إلا الكبد فإنها مؤنثة.
وما في الإنسان من المذكر: الصدر والثدي والبطن والظهر والصلب والمرفق والزند والحشى والخصر والعصعص والفروج؛ وجميع أسماء الفرج من الذكر والأنثى مذكر.
وما في بدن الإنسان من المؤنث: الكتف والعضد والذراع والكف واليد والشمال واليمين والورك والفخذ والساق والعقب والرجل والقدم. والأصابع كلها مؤنثة إلا عند بني أسد.
باب: ما يؤنث من سائر الأشياء التي توجد سماعاً ولا يوجد فيه علامة التأنيث وهي الملح والنار والدلو والقوس والمنجنيق والحرب، والدرع والسراويل والموسى والذهب، والعسل والعرس والخمر وصفاتها والشمس والريح ونعوتها.
ومما يذكر ويؤنث: السماء والسلطان والطريق والسبيل والسكين والسرى والحال والحانوت والآل والهدى والضحى والقدر والصاع والمسك والسلم، والسلم وجمعه سلاليم.
وأما الشهور كلها مذكرة إلا جماديين؛ فإنهما يؤنثان ويذكران.
والأيام مذكرة إلا الثلاثاء والأربعاء والجمعة فإنها يجوز تذكيرها وتأنيثها.
وأسماء البلدان: كلها مؤنثة، إلا ما اشتق منها من اسم جبل أو قصر فإنه مذكر نحو واسط اسم قصر، ودابق مرج، ومأرب وهو جبل، وكذا العراق والشام والحجاز. وكذا ما كان في آخره ألف ونون من أسماء البلدان فهو مذكر، نحو حلوان وجرجان.
ومن الأسماء ما يؤدي لفظ الذكر عن الأنثى: وهو العقرب والضبع والعنكبوت هذه الأسماء الأغلب عليها أنها لمؤنث، فإذا عبرت عن المذكر قلت عنكب وعقربان وضبعان. الزوج يقع على الرجل والمرأة، وتؤكد المرأة فيقال زوجة.
وكل جمع في واحده هاء؛ فإذا حذفت صار جمعاً، جاز فيه التأنيث والتذكير نحو: حبة وحب وتمرة وتمر، وبقرة وبقر بالتأنيث للحجاز والتذكير لنجد.
وكل جمع سوى جمع بني آدم فهو مؤنث؛ رأيت واحده مؤنثاً أو مذكراً نحو الطير والدواب والدور والأسواق.
وجمع التكسير يجوز فيه التذكير والتأنيث مثل العلماء والرجال.
وجمع السلامة مذكر كله؛ وهو ما بني على صيغة واحده.
وكل اسم لازم للمؤنث فهو مؤنث وإن لم يكن فيه هاء نحو خود وبكر وناقة سرح، وعجوز، وأتان، وعقاب، وعناق ورخل، والحيض والطمث، والطلاق، والرضاعة. ويقال امرأة قتيل، وكف خضيب، ولحية دهين، وامرأة شكور وعروب وصبور.
المصادر: امرأة رضى وعدل. ومقنع، ودنف وأمير ووزير. وشاهد وضامن وعاشق وصاحب. ومعطار ومذكار ومحماق، ومئناث.
والهاء تدخل في وصف الرجال للمبالغة، كعلامة ونسابة وراوية ومطرابة، ومعزابة، ومجذامة يعني الداهية.
باب ما يروى رواية من المؤنث