الكتاب: أرشيف منتدى الألوكة - 2
    تم تحميله في: المحرم 1432 هـ = ديسمبر 2010 م
    هذا الجزء يضم: مجلس العقيدة والقضايا الفكرية المعاصرة
    ملاحظة: [تجد رابط الموضوع الذي تتصفحه، أسفل يسار شاشة عرض الكتاب، إذا ضغطت على الرابط ينقلك للموضوع على الإنترنت لتطالع ما قد يكون جد فيه من مشاركات بعد تاريخ تحميل الأرشيف .. ويمكنك إضافة ما تختاره منها لخانة التعليق في هذا الكتاب الإلكتروني إن أردت]
    رابط الموقع: http://majles.alukah.net

بطاقة الكتاب   ||   إخفاء التشكيل

هكذا اتفق التراث اليهودي – في أسفار العهد القديم – وأناجيل: متى ولوقا ومرقس وأعمال الرس على أن معنى «الكلمة» هو التعليم .. أو الوحي .. أو الأمر الإِلهي الصادر عن قصد واختيار من قبل الله تعالى إِلى الناس عن طريق إِنسان معين، هو النبي أو تابع النبي.

ومع العهد القديم وهذه الأناجيل وقف القرآن الكريم في معنى «الكلمة».

لكن الشذوذ الذي أوقع المسيحيين في تأليه المسيح – عليه السلام – قد جاء من الإِنجيل الوحيد – إِنجيل يوحنا – الذي فسر «الكلمة» - أي المسيح – بأنها العقل Logos وهو المعنى اليوناني الذي ساد في الفلسفة الوثنية اليونانية .. فجعل المسيح – كلمة الله – عقل الله، ومن ثم فهو متحد به .. أي إِله!!.

ولذلك، كان هذا الإِنجيل هو الوحيد .. من بين الأناجيل .. المعتمدة – وهي أربعة – وغير المعتمدة – والتي يصل عددها في بعض الدراسات إِلى مائة إِنجيل – كان هذا الإِنجيل هو الوحيد الذي ادعى كاتبه ألوهية المسيح، لأنه «الكلمة» - بمعنى «العقل» - عقل الله – ومن ثم كان هذا الإِنجيل وحده هو المصدر لعقيدة الحلول والاتحاد والتثليث والتأليه للمسيح.

ففي هذا الإِنجيل – وحده – جاء: «في البدء كان الكلمة، وكان الكلمة عند الله، وكان الكلمة الله» يوحنا 1: 1.

وبعد هذا التصوير للكلمة بأنها هي الله .. ذهب هذا الإِنجيل – وحده أيضا – فجعل الكلمة كيانا مستقلا: «والكلمة صار جسدا، وحل بيننا» يوحنا 1: 14 .. فدخل في الحلول والاتحاد والتعدد.

ثم ذهب هذا الإِنجيل – وحده – فأوغل على درب الوثنية والشرك إِلى حيث جعل الكلمة – المسيح – بديلا عن الله، قائما بكل وظائف الإِله! .. «هذا كان في البدء عند الله، كل شيء به، كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان» يوحنا 1: 2 – 3.

وهكذا نجد هذا الإِنجيل – الذي انفرد بتأليه المسيح .. وانفرد بتبني المعنى اليوناني الوثني للكلمة – العقل .. اللوجس، والنزعة الغنوصية اليونانية .. الحلولية .. نجده قد جمع كما هائلا من التناقضات.

فإِذا كانت «الكلمة» هي الله، فكيف تصير الكلمة – الله – جسدا حل بيننا؟! .. هل خلق الله ذاته وجعلها جسدا؟! .. أم أنه خلق جسدا – كما يخلق كل المخلوقات؟.

وإِذا كان قد خلق وصيّر جسدا حل بيننا .. فكيف يحل هذا المخلوق محل الخالق، فيكون به كل شيء كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان؟!.

ولا مخرج لهؤلاء الذين اعتمدوا في أم العقائد – الألوهية – على عبارات شاذة انفرد بها – وشذ – إِنجيل واحد – على عكس الأناجيل التي اقترب عددها من المائة .. وعلى عكس معنى الكلمة في العهد القديم والتراث اليهودي .. وعلى عكس القرآن، والتراث الإِسلامي .. وعلى عكس معناها في أناجيل أخرى .. لا مخرج لهم من هذه التناقضات، التي أدخلت الحلول والاتحاد والتعدد والشرك والوثنية إِلى التوحيد النصراني .. لا مخرج لهم إِلا العودة إِلى المعنى الحقيقي للكلمة:.

وحي الله، ووعد الله، وقضاء الله، وحكم الله، وخلق الله.

بدلا من المعنى الوثني، الذي شع في الفلسفة الوثنية اليونانية – العقل .. اللوجس .. والذي تسرب إِلى المسيحية عندما تروَّمت، واتخذت صورتها الرومانية – على يد بولس.

وبهذه العودة إِلى أصول النصرانية الموحدة .. ومعاني الكلمة في التراث الديني التوحيدي، تعود المسيحية إِلى حقيقتها: تعاليم المسيح – عليه السلام – وبشارته، في إِطار دين الوحدانية والتوحيد لله الواحد الأحد .. الفرد الصمد .. الذي لم يلد ولم يولد .. ولم يكن له كفوا أحد.

* * *

هوامش:

27ـ «تفسير الرازي» جـ 11 ص 195 – طبعة دار الفكر – القاهرة سنة 1401 هـ 1980 م.

ـ[شتا العربي]ــــــــ[29 - Dec-2009, صباحاً 01:44]ـ
رابط الحلقة السادسة
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=22620

ـ[شتا العربي]ــــــــ[29 - Dec-2009, صباحاً 01:44]ـ
تقرير علمي (7) ـ كيف دخلت عقيدة "ألوهية المسيح"

د. محمد عمارة | 28 - 12 - 2009 23:43

أما تعلق القائلين بألوهية المسيح – عليه السلام – بما جاء في بعض الأناجيل من وصفه بأنه «الابن» أو ابن الله .. «يدعى ابن الله» لوقا 1: 35 .. فإِن البنوة هنا مجازية .. لاتعنى الألوهية.

لقد زعمت اليهود والنصارى أنهم أبناء الله:


(يُتْبَعُ)

(/)

الصفحة السابقة   ||   الصفحة التالية
بداية الكتاب    ||   محرك البحث