الكتاب: أرشيف ملتقى أهل الحديث - 1
    تم تحميله في: المحرم 1432 هـ = ديسمبر 2010 م
    هذا الجزء يضم: المنتدى الشرعي العام
    ملاحظة: [تجد رابط الموضوع الذي تتصفحه، أسفل يسار شاشة عرض الكتاب، إذا ضغطت على الرابط ينقلك للموضوع على الإنترنت لتطالع ما قد يكون جد فيه من مشاركات بعد تاريخ تحميل الأرشيف .. ويمكنك إضافة ما تختاره منها لخانة التعليق في هذا الكتاب الإلكتروني إن أردت]
    رابط الموقع: http://www.ahlalhdeeth.com

بطاقة الكتاب   ||   إخفاء التشكيل

ـ[احمد بن فارس السلوم]ــــــــ[27 - 04 - 05, 01:01 م]ـ
في هذه المسألة نناقش أمورا:

اولا: لم يصرح الشيخ الزرقاني بصحة الخبر عن ابن مسعود رضي الله عنه واعتراضه على تولية زيد بن ثابت، وكرر عبارة إن صح ذلك، وهو صحيح ولا شك، وهذه بعض الأخبار المروية عن ابن مسعود في هذا الباب:
1 - قال ابن شهاب الزهري: قال: وكان عَبْدالله بن مسعود قد كره أن ولي زيد بن ثابت نسخ القرآن في المصاحف.

فأخبرني عبيد الله بن عَبْدالله بن عُتبة أنَّ ابن مسعود قال: يا معشر المسلمين أُعزل عن نسخ كتاب الله تعالى ويولاه رجل والله لقد أسلمت وإنَّه لفي صلب رجل كافر، يريد زيد بن ثابت، فلذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه: يا أهل العراق ويا أهل الكوفة غُلُّوا المصاحف التي عندكم واكتموها، فإنَّ الله عز وجل يقول (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة) فالقوا الله بالمصاحف.

قال ابن شهاب: فبلغني أنَّه كَره ذلك من مقالة ابن مسعود رجال كثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(رواه ابو عبيد في الفضائل ص154، والمستغفري في الفضائل ح413 - 415، وأبو يعلى ح63، والترمذي ح3102، وابن أبي داود 1/ 191، وابن أبي عاصم في الآحاد 4/ 88، وابن عساكر 33/ 139).

2 - عن أبي إسحق عن خُمَير بن مَالك عن عَبْدالله بن مسعود قال: مَن استطاع منكم أن يَغُلَّ مُصحفاً فليفعل فإنَّه من غَلَّ شيئا جاء به يوم القيامة، ثم قال: لقد قرأتُ مِن فِيِّ رسول الله سبعين سورة وزيدٌ صَبِيٌّ من الصبيان، أفأترك ما أخذتُ مِن فِيِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(رواه أحمد 1/ 389، والمستغفري في الفضائل ح416)

3 - عبد الواحد بن زياد عن الأعمش حدثنا شَقيق بن سَلمة قال: قام عَبْدالله خطيباً فقال: على قراءة مَنْ يأمرني أنْ أقرأ؟ على قراءة زيد؟ فوالله الذي لا إله غيره لقد أخذتُ مِنْ فِيِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعاً وسبعين سورة، وزيد بن ثابت له ذُؤابتان يلعب مع الغلمان.
(متفق عليه رواه البخاري4713، ومسلم 2462)
وفي لفظ عند المستغفري في فضائله:
خطبنا عَبْدالله حين أُمِر في المصاحف ما أُمر، فذكر الغلول، فقال: إنَّه من يغلل يأت بما غل يوم القيامة فغلوا المصاحف،
على قراءة من يأمروني أن أقرأ على قراءة زيد بن ثابت؟ فوالله الذي لا إله غيره لقد أخذتُ من فِيَِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعاً وسبعين سورة، وزيد له ذؤابتان يلعب مع الغلمان،
ثم قال: والله الذي لا إله غيره لو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله تعالى مني تُبَلِّغْنيه الإبل لأتيتُه، ثم ذهب عَبْدالله.

قال شقيق: فقعدت في الحِلَق فيهم أصحاب رسول الله وغيرهم فما وجدتُ أحداً رَدَّ عليه أهـ

ـ[احمد بن فارس السلوم]ــــــــ[27 - 04 - 05, 01:03 م]ـ
ثانيا: إن علم ابن مسعود بالعرضة الأخيرة وبالناسخ والمنسوخ راسخ، ولا يدانيه أحد وقد جاء هذا في روايات منها:

1 - قال المستغفري: أخبرني الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسين بن علي الهمذاني أخبرنا المنكدري قراءة عليه حدثنا جعفر بن مُحَمَّد بن حبيب حدثنا عَبْدالله هو ابن رشيد حدثنا أبو عُبَيدة هو مُجَاعَةُ بن الزُّبَير العَتَكِي عن مُحَمَّد بن سيرين عن كثير بن أَفْلَح قال:

اختلف الناس في القراءة في إمارة عثمان بن عفان، فجعل يقرأ عليه الآية فيقول: كفرتُ بما تقول، فبلغ ذلك عثمان، فتعاظم ذلك في صدره، فجمع اثني عشر رجلاً من المهاجرين والأنصار، فيهم زيد بن ثابت وأُبَيّ بن كَعْب، ثم أرسل إلى الرَّبَعَة التي في بيت عمر فجيء بها، ثم جعلوا يكتبون القرآن، فإذا شكُّوا في آية أخروها.
قال مُحَمَّد بن سيرين: فقلتُ لكثير بن أَفلح: لم كانوا يؤخرونها؟ قال: رأيتُ أنهم كانوا يؤخرونها حتى يكون آخر عهدهم بالعرضة الأخيرة، إنَّ جبريل صلوات الله عليه كان يجيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عام فيعرض عليه القرآن مرة، فلما كان في السنة التي قُبض فيها أتاه فعرض عليه مرتين.
فقال ابن مسعود: فَلو علمتُ أحداً أحدث عهداً بالعرضة الآخرة مني تبلغه الإبل لتجشمتُ أَنْ آتيه أو لتكلفتُ أن آتيه.

(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)

(44/434)

الصفحة السابقة   ||   الصفحة التالية
بداية الكتاب    ||   محرك البحث