الكتاب: الإتباع
    المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)
    المحقق: كمال مصطفى
    الناشر: مكتبة الخانجي - القاهر / مصر
    عدد الأجزاء: 1
    [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

بطاقة الكتاب   ||   إخفاء التشكيل

الإتباع للسيوطي

قَالَ ابْن فَارس فِي فقه اللُّغَة: للْعَرَب الإتباع، وَهُوَ أَن تتبع الْكَلِمَة الْكَلِمَة على وَزنهَا، أَو رويها إشباعاً وتوكيداً. وَقد شاركت الْعَجم الْعَرَب فِي هَذَا الْبَاب.
وَقَالَ أَبُو عبيد فِي غَرِيب الحَدِيث: فِي قَوْله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الشبرم إِنَّه حَار يار.
وَقَالَ الْكسَائي: حَار من الْحَرَارَة، ويار إتباع، كَقَوْلِهِم، عطشان نطشان، وجائع نائع، وَحسن بسن، وَمثله كثير فِي الْكَلَام، وَإِنَّمَا سمى اتبَاعا لِأَن الْكَلِمَة الثَّانِيَة إِنَّمَا هِيَ تَابِعَة للأولى على وَجه التوكيد لَهَا، وَلَيْسَ يتَكَلَّم بِالثَّانِيَةِ مُنْفَرِدَة، فَلهَذَا قيل الإتباع.
قَالَ: وَأما حَدِيث آدم عَلَيْهِ السَّلَام: أَنه استحرم حِين قتل ابْنه، فَمَكثَ مائَة سنة لَا يضْحك، ثمَّ قيل لَهُ: حياك الله وبياك، قَالَ: وَمَا بياك؟ قيل: أضْحكك، فَإِن بعض النَّاس يَقُول فِي بياك: إِنَّه اتِّبَاع، وَهُوَ عِنْدِي -

(1/88)

الصفحة السابقة   ||   الصفحة التالية
بداية الكتاب    ||   محرك البحث