الكتاب: كشف الخفاء ومزيل الإلباس
    المؤلف: إسماعيل بن محمد بن عبد الهادي الجراحي العجلوني الدمشقي، أبو الفداء (المتوفى: 1162هـ)
    الناشر: المكتبة العصرية
    تحقيق: عبد الحميد بن أحمد بن يوسف بن هنداوي
    الطبعة: الأولى، 1420هـ - 2000م
    عدد الأجزاء: 2
    [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي]

بطاقة الكتاب   ||   إخفاء التشكيل

وروى أحمد عن جابر: "الدجال أعور، وهو أحد الكذابين".
ورواه أبو داود الطيالسي عن أبي بلفظ: "الدجال عينه خضراء كالزجاجة".
وروى أبو يعلى عن أبي سعيد الخدري: "الدجال ممسوح العين اليمنى، واليسرى كأنها كوكب".
وروى الطبراني والطيالسي عن ابن عباس: "الدجال هجان1، أعور، جعد الرأس".
قال في المقاصد: وقد أُفرد بالتصنيف.
وقال النجم: وأحاديث الدجال كثيرة ثابتة، قال: وفي الخبر: أنه لا يخرج حتى يدع الخطباء ذكره على المنابر.
1288- "دخلت الجنة فرأيت أكثر أهلها النساء".
رواه البيهقي في البعث وابن عساكر عن جابر، ولا تنافي بينه وبين حديث: "اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء"؛ لإمكان حمل ذلك على الابتداء، وهذا على غيره، ولمسلم عن عمران بن حصين رفعه: "أقل ساكني الجنة النساء"، قال النجم: قلت أما كون هذا الحديث من الأحاديث الجارية على الألسنة ففيه نزاع، وإنما الجاري على الألسنة حديث: "اطلعت في النار"، وأما حمله على ما ذكر فإنه بعيد، إذ يبعد أن تدخل النساء الجنة قبل الرجال، أو لكون النساء الداخلات إلى الجنة في الابتداء أكثر من الرجال مع نقصهن في العقل والدين لاشتغالهن بالأحمرين2, والظاهر أن حديث جابر يشير إلى كثرة الحور في الجنة، كما دل عليه حديث الصحيحين عن أبي هريرة أنهم تذاكروا: الرجال أكثر في الجنة أم النساء؟ فقال: ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما في الجنة أحدٌ إلا وله زوجتان إنه ليري مخ ساقها من وراء سبعين حلة, ما فيها عزب"، ثم رأيت أن الحمل على عكس ما فهمه السخاوي أولى، وهو أن تكون قلتهن في الجنة ابتداء وكثرتهن آخرًا, انتهى. وأقول لا يخفى أن مفهوم كلام السخاوي مثل ما فهمه النجم ورآه لكن ظن النجم أن مفهومه العكس فاعترضه فتدبر، ثم قال النجم: وأخرج الترمذي وصححه البزار عن أنس: "يزوج العبد في الجنة سبعين زوجة"، قيل: يا رسول الله أيطأهن؟ قال: "يعطى قوة مائة"، وروى ابن ماجه والبيهقي عن أبي أمامة الباهلي: "ما من
__________
1 الهجان: الأبيض. النهاية.
2 يعني الذهب والزعفران.

(1/459)

الصفحة السابقة   ||   الصفحة التالية
بداية الكتاب    ||   محرك البحث