الكتاب: فتاوى ومسائل (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الرابع)
    المؤلف: محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي النجدي (المتوفى: 1206هـ)
    المحقق: صالح بن عبدالرحمن الأطرم، محمد بن عبدالرزاق الدويش
    الناشر: جامعة الأمام محمد بن سعود، الرياض، المملكة العربية السعودية
    الطبعة: بدون
    عدد الأجزاء: 1
    [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي]

بطاقة الكتاب   ||   إخفاء التشكيل

فتاوى ومسائل الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب
تأليف: الإمام محمد بن عبد الوهاب
قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا}
المسألة الأولى 1
سئل، رحمه الله، 2 عن قوله تعالى في سورة هود: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} 3.
فأجاب بقوله:
ذكر عن السلف من أهل العلم فيها: أنواع ما يفعله الناس اليوم، ولا يعرفون معناه؛ فمن ذلك: العمل الصالح الذي يفعله4 كثير من الناس ابتغاء وجه الله، من صدقة، وصلة، وإحسان إلى الناس، ونحو ذلك، وكذلك ترك ظلم أو كلام في عرض، مما يفعله الإنسان، أو يتركه خالصاً لله، لكنه لا يريد ثوابه في الآخرة، وإنما يريد أن يجازى به بحفظ ماله وتنميته، أو حفظ أهله وعياله، أو إدامة النعم عليها، ونحو ذلك، ولا همة لهم في طلب الجنة والهرب من النار، فهذا يعطي ثواب عمله في الدنيا، وليس له في الآخرة من نصيب. وهذا النوع ذكره ابن عباس، وقد غلط فيه بعض مشايخنا بسبب عبارة ذكرها في الإقناع في أول باب النية، لما قسم الإخلاص إلى5 مراتب وذكر هذا، ظن أنه يسمى إخلاصًا مدحًا له، وليس كذلك، وإنما أراد أنه6 لا يسمى رياء، وإلا فهو عمل حابط في الآخرة.
__________
1 من هنا حتى صفحة 92، مصدره تاريخ ابن غنام.
2 في المخطوطة: (رضي الله عنه) , والدعاء بالترضي مشتهر عن الصحابة.
3 سورة هود آية: 15-16.
4 في طبعة الأسد: (مما يفعله) .
5 في المخطوطة: بدون (إلى) .
6 في طبعة أبا بطين: بدون (لا) ، والتصحيح من المخطوطة.

(1/5)

الصفحة السابقة   ||   الصفحة التالية
بداية الكتاب    ||   محرك البحث