الكتاب: هذا هو الإسلام
    المؤلف: محمد بن إبراهيم الحمد
    الطبعة: الأولى (الطبعة المصغرة)
    مكان التأليف: المملكة العربية السعودية - الزلفي
    تاريخ التأليف: 15/ 5 / 1433هـ
    الناشر: الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام
    http://wwaii.org
    هذا الكتاب هو أحد البحوث المميزة الفائزة في مسابقة الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام

بطاقة الكتاب   ||   إخفاء التشكيل

ثم أنزل الله عليه قوله -تعالى-: [يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ] (المدثر).
أي: يا أيها الذي تدثر بثيابه قم فأنذر الناس بالقرآن، وبلغهم دعوة الله، وطهر ثيابك وأعمالك من أدران الشرك، واهجر الأصنام، وتبرأ من أهلها.
تتابع الوحي، وقيامه بالدعوة: ثم حمي الوحي بعد ذلك، وتتابع، وبلَّغ صلى الله عليه وسلم دعوة ربه، حيث أمره وأوحى إليه بأن يدعو الناس إلى عبادة الله وحده، وإلى دين الإسلام الذي ارتضاه الله، وختم به الأديان؛ فقام النبي صلى الله عليه وسلم يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن (1).
فاستجاب له أول من استجاب: خديجة من النساء، وأبو بكر الصديق من الرجال، وعلي بن أبي طالب من الصبيان، ثم توالى دخول الناس في دين الله، فاشتدَّ عليه أذى المشركين، وأخرجوه من مكة، وآذوا أصحابه أشدَّ الأذى، فهاجر إلى المدينة، وتتابع عليه نزول الوحي، واستمر في دعوته، وجهاده، وفتوحاته، حتى عاد إلى مكة ظافراً فاتحاً.
وبعد ذلك أكمل الله له الدين، وأقرَّ عينه بعز الإسلام وظهور المسلمين، ثم توفاه الله وعمره ثلاث وستون سنة، أربعون منها قبل النبوة وثلاث وعشرون نبياً رسولاً (2).
وبه ختم الله الرسالات السماوية، وأوجب طاعته على الجن والإنس؛ فمن أطاعه سعد في الدنيا، ودخل الجنة في الآخرة، ومن عصاه شقي في الدنيا، ودخل النار في الآخرة.
وبعدما توفاه الله -عز وجل- تابع أصحابه مسيرته، وبلَّغوا دعوته، وفتحوا
----------
(1) - انظر خلاصة السيرة ص21.
(2) - انظر جوامع السيرة ص6 - 7.

(1/224)

الصفحة السابقة   ||   الصفحة التالية
بداية الكتاب    ||   محرك البحث