الكتاب: مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة - مفهوم، ونظر، وتطبيق
    المؤلف: د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني
    الناشر: مطبعة سفير، الرياض
    توزيع: مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان، الرياض
    عدد الأجزاء: 1
    [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

بطاقة الكتاب   ||   إخفاء التشكيل

المبحث الثالث: النية أساس العمل
المطلب الأول: أهمية النية ومكانتها
النية: أساس العمل وقاعدته، ورأس الأمر وعموده، وأصله الذي عليه بُنيَ؛ لأنها روح العمل، وقائده، وسائقه، والعمل تابع لها يصح بصحتها ويفسد بفسادها، وبها يحصل التوفيق، وبعدمها يحصل الخذلان، وبحسبها تتفاوت الدرجات في الدنيا والآخرة ( 1)؛ ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى ... )) ( 2).
وقال الله تعالى: {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاءَ مَرْضَاتِ الله فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} ( 3).
وهذا يدلّ على أهمية ومكانة النية، وأن الدعاة إلى الله وغيرهم من المسلمين بحاجة إلى إصلاح النية، فإذا صلحت أُعطي العبد الأجر الكبير والثواب العظيم، ولو لم يعمل وإنما نوى نية صادقة، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا مرض العبد أو سافر كُتِبَ له مثلُ ما كان يعمل مقيماً صحيحاً)) ( 4)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من امرئٍ تكون له صلاة بليل فيغلبه عليها
_________
( 1) انظر: النية وأثرها في الأحكام الشرعية للدكتور صالح بن غانم السدلان، 1/ 151.
( 2) البخاري، كتاب الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، برقم 1، ومسلم، كتاب الإمارة، باب قوله - صلى الله عليه وسلم - إنما الأعمال بالنية، برقم 1907.
( 3) سورة النساء، الآية: 114.
( 4) البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة، برقم 2834.

(1/276)

الصفحة السابقة   ||   الصفحة التالية
بداية الكتاب    ||   محرك البحث