الكتاب: التبصرة بالتجارة في وصف ما يستظرف في البلدان من الأمتعة الرفيعة والأعلاق النفيسة والجواهر الثمينة
    المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)
    المحقق: حسن حسني عبد الوهاب التونسي
    الناشر: مكتبة الخانجي - القاهرة / مصر
    الطبعة: الثالثة، 1414هـ - 1994م
    عدد الأجزاء: 1
    [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

بطاقة الكتاب   ||   إخفاء التشكيل

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

كتب أَبُو عُثْمَان عَمْرو بن بَحر الجاحظ الْبَصْرِيّ:
سَأَلت أكرمك الله عَن أَوْصَاف مَا يستظرف فِي الْبلدَانِ من الْأَمْتِعَة الرفيعة، والأعلاق النفيسة، والجواهر الثمينة المرتفعة الْقيمَة، ليَكُون ذَلِك مَادَّة لمن حنكته التجارب، وعوناً لمن مارسته وُجُوه المكاسب والمطالب، وسميته بِكِتَاب " التبصر " وَالله ولى التَّوْفِيق.
زعم بعض المحصلين من الْأَوَائِل أَن الْمَوْجُود من كل شَيْء رخيص بوجدانه، غال بفقدانه إِذا مست الْحَاجة إِلَيْهِ.
وَقَالَت الرّوم: إِذا لم يرْزق أحدكُم فِي أَرض فليتحول إِلَى غَيرهَا.
وَقَالَت الْهِنْد: مَا من شَيْء كثر أَلا رخص مَا خلا الْعقل فَإِنَّهُ كلما كثر غلا، وَقَالَت الْعَجم: إِذا لم تربحوا فِي تِجَارَة فاعتزلوا عَنْهَا إِلَى غَيرهَا، وَإِذا لم يرْزق أحدكُم بِأَرْض فليستبدل بهَا.

(1/9)

الصفحة السابقة   ||   الصفحة التالية
بداية الكتاب    ||   محرك البحث