الكتاب: شرح العقيدة الواسطية
    المؤلف: أبو عبد الله، أحمد بن عمر بن مساعد الحازمي
    مصدر الكتاب: دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشيخ الحازمي
    http://alhazme.net
    [ الكتاب مرقم آليا، ورقم الجزء هو رقم الدرس - 36 درسا]

بطاقة الكتاب   ||   إخفاء التشكيل

عناصر الدرس
* فضل العلم وطلبه، ومقدمة إلى علم العقيدة.
* معنى كلمة "عقيدة"، وهل هذه اللفظة شرعية؟
* الأسماء المختلفة للعقيدة عند أهل العلم.
* المبادئ العشرة لعلم العقيدة.
* المنهجية في طلب العقيدة.
* ترجمة لشيخ الإسلام: ابن تيمية - رحمه الله -.
* تعريف بالعقيدة الواسطية، وبيان شروحها.

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فإن خير ما صُرِفَتْ فيه الأعمار وقُضِيَتْ فيه الأوقات هو طلب العلم الشرعي. طلب العلم الشرعي إذا صَحَّتِ فيه النية، فحينئذٍ لا يعدله شيءٌ البتة، ونصوص الوحيين كتابًا وسنةً بل وإجماعًا من أهل العلم على أن العلم الشرعي لا يعدله شيءٌ البتة، لكن بشرط أن تصح النية لأنه عبادة، وإذا ثبت أن العلم عبادة حينئذٍ لا بد من قبوله بتحقيق شرطي العبادة وهما الإخلاص لله عز وجل، والمتابعة للنبي صلى الله عليه وآله سلم.

وقد قال الله عز وجل آمرًا نبيه - صلى الله عليه وسلم - {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً} [طه: 114] قد قال أهل العلم: أنه لم يأمر الرب جل وعلا نبيه عليه الصلاة والسلام من أن يزداد من شيءٍ إلا البتة إلا من العلم، لأنه ما من صلاح في الظاهر إلا وهو مبني عن العلم، وما من فسادٍ في الظاهر إلا وهو مبني على الجهل، والجهل نقيض العلم، وما من صلاحٍ في الباطن يعني: القلب إلا وهو مبني على العلم، وما من فسادٍ في الباطن إلى وسببه الجهل، والجهل نقيض العلم، حينئذٍ رجع صلاح الظاهر والباطن إلى تحقيق العلم، والمراد به العلم النافع الذي يترتب عليه الأجر في الدنيا والآخرة، وما من علمٍ أُطلق فيه الشرع إلا ويراد به العلم الشرعي، وإذا كان كذلك فحينئذٍ إذا جاءت النصوص فإنما تحمل على العلم الشرعي دون العلوم الصناعية أو الدنيوية، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: («من يرد الله به خيرًا يفقه في الدين») بمعنى أن فهم الشريعة من علامة الخيرية للعبد، إذا وجد الإنسان من نفسه أنه يسعى في تحصيل العلم الشرعي وقد كان يُؤيد ذلك بالعمل يعني يُتْبِعُ العلم العمل حينئذٍ يكون داخلاً في هذا النص العظيم الذي بمفهومه مفهوم المخالفة يدل على أن من لم يرد الله به خيرًا لا يفقه في الدين، فإذا عاش المرء حياته كلها وهو جاهلٌ بربه جل وعلا، وجاهل بشرعه وبأحكامه فلْيَخْشَ على نفسه، وليبكِ على نفسه لأن هذا النص واضحٌ بين ونص أهل العلم كالحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح أن المفهوم هنا معتبر، وهو أن من لم يرد الله به خيرًا لا يوفقه في الدين، معنى أنه يحرم الفهم في الشرعية.
وإذا كان الأمر كذلك العلم الشرعي أنواع:
- منه ما يتعلق بالمعتقد يعني الباطن.
- ومنه ما يتعلق بالظاهر.
فالشريعة اعتقاد وعمل بمعنى أن منها من أحكام الرب جل وعلا له ارتباط بالقلب، إما قولاً وإما عملاً، ومنها ما يتعلق بالظاهر الذي هو الجوارح.

(1/1)

الصفحة السابقة   ||   الصفحة التالية
بداية الكتاب    ||   محرك البحث