الكتاب: شرح لمعة الاعتقاد
    المؤلف: أبو عبد الله، أحمد بن عمر بن مساعد الحازمي
    مصدر الكتاب: دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشيخ الحازمي
    http://alhazme.net
    [ الكتاب مرقم آليا، ورقم الجزء هو رقم الدرس - 17 درسا]

بطاقة الكتاب   ||   إخفاء التشكيل

ولم يأت به النبي - صلى الله عليه وسلم - لا في كتابٍ ولا في سنة حينئذٍ استدراك هذا زعمت أن محمدًا قد أُمِرَ بذلك لكنه ما بلغه، وأنت الذي فتح عليك قد عرفت ما لم يبلغه النبي - صلى الله عليه وسلم -، من أحدث في الدين بدعة فقد زعم أن محمدًا قد خان الرسالة، إذًا (فقد كفيتم)، أي: كفاكم السابقون مهمة الدين حيث أكمل الله الدين لنبيه - صلى الله عليه وسلم - {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}، إذًا هذا الأثر دل على وجوب الإتباع والتحذير من الابتداع وأن الدين كامل لا يحتاج إلى آراء الرجال إما بزيادة أو نقصان، فكل ما كان من الوحي فهو من الدين وكل ما لم يكن من الوحي فهو ليس من الدين، الدين هو الوحي كتابًا وسنة، فما كان من الوحي فهو من الدين، وكل ما لم يكن من الوحي فليس من الدين، بهذا الضابط حينئذٍ تعرف ما هو مستند هذه المسألة إن كان المستند دليلاً شرعيًّا على فهمٍ سليم فهو من الدين، وأما إذا كان بمجرد الرأي والهوى والظن والتخمين نقول: هذا ليس من الدين في شيء.
(وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كلامًا معناه) انتقل إلى كبار التابعين، ومنهم عمر بن عبد العزيز، ويعبر عنه بأنه الخليفة الخامس، الراشد الخامس وهذا غلط، لأن معاوية رضي الله تعالى عنه أسبق منه وهو صحابي وأفضل من عمر بن عبد العزيز، وهو أولى بهذا النص كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية، يعني: بهذا اللقب الخليفة الخامس الراشد، نقول: لا، أولى منه معاوية رضي الله تعالى عنه، الخلفاء الراشدون أربعة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي. ولا خامس، وإن شاع عن عمر بن عبد العزيز أنه الخامس فحينئذٍ نقول: هذا ليس بسديد، بل الصواب أنه خليفة لكن لا يوصف بأنه خامس، يعني: تابع لما سبق، وهذا يفهم منه أن ثَمَّ خللاً بين عمر بن عبد العزيز ومن سبقه، إذا قلت: هو الخامس طيب ومعاوية كأنه غير موجود وهذا فيه خلل.
(وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه كلامًا معناه: قف حيث وقف القوم).

(7/7)

الصفحة السابقة   ||   الصفحة التالية
بداية الكتاب    ||   محرك البحث