الكتاب: شرح سلم الوصول في علم الأصول
    المؤلف: أبو عبد الله، أحمد بن عمر بن مساعد الحازمي
    مصدر الكتاب: دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشيخ الحازمي
    http://alhazme.net
    [ الكتاب مرقم آليا، ورقم الجزء هو رقم الدرس - 18 درسا]

بطاقة الكتاب   ||   إخفاء التشكيل

ثانيًا: إما أن يكونوا هم الخالقين، وهو مبني على الجمع بين النقيضين، إذ هو على فرض وجودهم في حال عدمهم، وهو ممتنع ضرورةً، ولذلك الثاني أشد بطلانًا من الأول، إذ العدم نقيض الوجود.
ثالثًا: إما أن يكون الخالق غيرهم، ويتعين أن يكون هو الله جل وعلا.
قال رحمه الله تعالى: (أسْمَائِهِ الْحُسْنَى صِفَاتِهِ العُلَى). هذا كذلك النوع أو الجزء الثاني من النوع الأول من نوعي التوحيد وهو توحيد العلمي، وهو قائم على الإثبات، ولذلك قال: (أسْمَائِهِ) بالخفض عطفًا على ذاتِ، (إثْبَاتُ ذَاتِ الرَّبِّ جَلَّ وعَلاَ ** أسْمَائِهِ) أي وإثبات أسمائه الحسنى على إسقاط الواو، وهو جائز في الشعر باتفاق، مختلف فيه في النثر، وجوزه ابن مالك رحمه الله تعالى كذلك في النثر، جَاءَ زَيْدٌ عَمْرو، أي وعَمْرو، جَاءَ زَيْدٌ عَمْرو، فالشعر باتفاق، إذًا (أسْمَائِهِ) أي وأسمائه، أي وإثبات أسمائه الحسنى، وفي هذه الجملة، وهي بحثنا اليوم إن شاء الله تعالى مسائل، هذه الجملة فيها مسائل، لأن كيف تفهمها؟ لا بد من قواعد.
الأولى: التركيب هذا الذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى تركيب شرعي، لأنه مركب توصيفي، أسماؤه الحسنى، يعني الموصوف مع الصفة جاء مركبًا في الكتاب هكذا، أو لا؟ جاء مركبًا في الكتاب، ماذا نسمي هذا التركيب؟ تركيبًا توصيفيًّا، بمعنى أنه موصوف مع صفته، ورد هذا التركيب التوصيفي في أربعة مواضع من القرآن:
سورة الأعراف قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 180].
الثاني: في سورة الإسراء قال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الإسراء: 110]. التركيب نفسه.
ثالثًا: في سورة طه قال تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [طه: 8]. انظر موصوف مع صفته.
في سورة الحشر قال تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحشر: 24].
إذًا نخلص من هذا أن هذا التركيب شرعي، وإذا كان تركيبًا شرعيًّا حينئذٍ الموصوف له اعتبار شرعي، والصفة لها اعتبار شرعي، بمعنى أن له حكمة وله مغزى إن صح التعبير، وكذلك الصفة لها حكمة ولها مغزى إن صح التعبير.

(4/7)

الصفحة السابقة   ||   الصفحة التالية
بداية الكتاب    ||   محرك البحث