الكتاب: حياة الحيوان الكبرى
    المؤلف: محمد بن موسى بن عيسى بن علي الدميري، أبو البقاء، كمال الدين الشافعي (المتوفى: 808هـ)
    الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت
    الطبعة: الثانية، 1424 هـ
    عدد الأجزاء: 2
    [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

بطاقة الكتاب   ||   إخفاء التشكيل

وهي بجزيرة ببحر القلزم. وروى مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن فاطمة بنت قيس، قالت: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام خطيبا فقال: «إني لم أجمعكم لرغبة ولا لرهبة، ولكن لحديث حدثنيه تميم الداري، حدثني أنه ركب سفينة بحرية في ثلاثين رجلا من لخم وجذام فألجأهم ريح عاصف إلى جزيرة، فإذا هم بدابة فقالوا لها: ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة. قالوا:
أخبرينا الخبر. قالت: إن أردتم الخبر فعليكم بهذا الدير، فإن فيه رجلا بالأشواق إليكم» «1» .
قال: فأتيناه فذكر الحديث. وتميم الداري هذا هو تميم بن أوس بن خارجة بن سويد أبو رقبة أسلم سنة تسع من الهجرة وروي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر حديثا. روى مسلم منها حديث «2» «الدين النصيحة» ومن مناقبه العظيمة التي لا يشاركه فيها غيره أن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه قصة الجساسة. وروى عنه جماعة من الصحابة كابن عباس وأنس وأبي هريرة وجماعة من التابعين. وكان بالمدينة ثم انتقل إلى بيت المقدس، بعد قتل عثمان. وكان كثير التهجد وهو أول من قص على الناس، وأول من أسرج المسجد. قال الحافظ أبو نعيم. وكذلك رواه أبو داود الطيالسي عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه. قال: أول من أسرج المسجد تميم الداري وتوفي سنة أربعين وأما تميم الداري المذكور في صحيح البخاري في قصة الجام فذاك نصراني من أهل دارين قاله مقاتل بن حيان وغيره.
جعار:
الضبع وفي المثل «أعيث من جعار» «3» . أي أفسد والعيث الفساد. قال الشاعر:
فقلت لها عيثي جعار وجرري ... بلحم امرىء لم يشهد النوم ناظره
الجعدة:
الشاة وستأتي في كنى الذئب إن شاء الله تعالى في باب الذال المعجمة.
الجعل:
كصرد ورطب جمعه جعلان بكسر الجيم والعين ساكنة. والناس يسمونه أبا جعران لأنه يجمع الجعر اليابس ويدخره في بيته. وهو دويبة معروفة يسمى الزعقوق، تعض البهائم في فروجها فتهرب، وهو أكبر من الخنفساء شديد السواد، في بطنه لون حمرة، للذكر قرنان، يوجد كثيرا في مراح البقر والجواميس ومواضع الروث، ويتولد غالبا من أخثاء البقر، ومن شأنه جمع النجاسة وادخارها كما تقدم. ومن عجيب أمره أنه يموت من ريح الورد وريح الطيب، فإذا أعيد إلى الروث عاش. قال أبو الطيب يصفه في شعره:
كما تضر رياح الورد بالجعل.
وله جناحان لا يكادان يريان إلا إذا طار وله ستة أرجل وسنام مرتفع جدا، وهو يمشي القهقرى أي يمشي إلى خلف وهو مع هذه المشية يهتدي إلى بيته، ويسمى الكبرتل وإذا أراد الطيران تنفش فيظهر جناحاه فيطير. ومن عادته أن يحرس النيام فمن قام لقضاء حاجته تبعه،

(1/281)

الصفحة السابقة   ||   الصفحة التالية
بداية الكتاب    ||   محرك البحث