الكتاب: ديوان المعاني
    المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)
    الناشر: دار الجيل - بيروت
    عدد الأجزاء: 2 (في مجلد واحد)
    [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

بطاقة الكتاب   ||   إخفاء التشكيل

آخر:
(لئن وصلتْ أبُوتنا انتساباً ... لقد قطعتْ مرارتنا العقولُ)
(أبوكَ أبي وأنت أخي ولكنْ ... تباينت الطبائعُ والشكولُ)
أخبرنا أبو أحمد عن الصولي قال قال لنا المكتفي بالله يوماً ما أهتك بيت من الشعر وأفجر قائل أتعرفونه؟ فقال يحيى بن علي المنجم قول أبي نواس:
(ألا فاسقني خمراً وقلْ لي هي الخمرُ ... ولا تسقني سِرّاً إذا أمكن الجهرُ)
فقلت له إن المأمون أمر أن يخطب بهذا البيت على منابر خراسان وقال من عيوب محمد أنه استجلس رجلاً يقول ألا اسقني خمراً، ولكن الحسين بن الضحاك الخليع قد قال ما هو أهتك من هذا قال وما هو؟ فأنشدته:
(أتبعتُ سُكراً بسكر ... وابتعتُ خمراً بقمرِ)
فقال هذا لعمري أهتك من ذاك. قال أبو هلال رحمه الله تعالى: وأبلغ الهجاء ما يكون بسلب الصفات المستسحنة التي تخص النفس من الحلم والعلم والعقل وما يجري مجرى ذلك وليس الهجاء بقبح الوجه وضؤولة الجسم وقصر القامة وما في معنى ذلك بليغاً مرضياً، وينبغي أيضاً أن يتضمن الهجاء والمديح من نعوت المهجو والممدوح وأسمائهما وصفاتهما ما هما مشهوران به فإذا ذكر لم يخفيا.
أخبرنا أبو أحمد عن أبي بكر بن دريد عن عثمان بن عفان فحرمه فقال:
(سيروا فقد جُن الظلامُ عليكمُ ... فبئس امرؤ يرجو القرَى عندَ عاصمِ)
(دفعنا إليه وهو كالذَّيخ خاطباً ... فشدَ على أكبادنا بالعمائم)
(وماليَ من ذنبِ إليه علمتهُ ... سوى أنني قد جئتهُ غير صائم)
(فلولا يدُ الفارُوقَ عندي رميتهُ ... بقافيةٍ يُحدى بها في المواسمِ)

(1/202)

الصفحة السابقة   ||   الصفحة التالية
بداية الكتاب    ||   محرك البحث