صدر هذا الكتاب آليا بواسطة الموسوعة الشاملة
(اضغط هنا للانتقال إلى صفحة الموسوعة الشاملة على الإنترنت)
[ الدر المنثور - السيوطي ] |
ذلك تنزل عليهم الرحمة فتصيبك معهم يا بني لا تجالس الأشرار فانك لا يصيبك من مجالستهم خير ولعله أن يكوه في آخر ذلك أن تنزل عليهم عقوبة فتصيبك معهم (6/519)
وأخرج أحمد عن ابن أبي نجيح رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام : الصمت حكم وقليل فاعله فقال طاوس رضي الله عنه : أي أبا نجيح من قال واتقى الله خير ممن صمت واتقى الله
وأخرج أحمد عن عون رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني اذا انتهيت إلى نادي قوم فارمهم بسهم الإسلام ثم أجلس في ناحيتهم فإن افاضوا في ذكر الله فاجلس معهم وان أفاضوا في غير ذلك فتحول عنهم
وأخرج عبد الله في زوائده عن عبد الله بن دينار رضي الله تعالى عنه : ان لقمان قدم من سفر فلقيه غلام في الطريق فقال : ما فعل أبي ؟ قال : مات
قال : الحمد لله ملكت أمري قال : ما فعلت أمي ؟ قال : ماتت
قال : ذهب همي قال : ما فعلت امرأتي ؟ قال : ماتت قال : جدد فراشي قال : ما فعلت أختي ؟ قال : ماتت قال : سترت عورتي قال : ما فعل أخي ؟ قال : مات قال : انقطع ظهري
وأخرج عبد الله في زوائده عن عبد الوهاب بن بخت المكي رضي الله تعالى عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فان الله ليحيي القلوب الميتة بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل السماء
وأخرج عن عبد الله بن قيس رضي الله تعالى عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني امتنع مما يخرج من فيك فانك ما سكت سالم وإنما ينبغي لك من القول ما ينفعك
وأخرج أحمد عن محمد بن واسع رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني لا تتعلم ما لا تعلم حتى تعمل بما تعلم
وأخرج أحمد عن بكر المزني رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام : ضرب الوالد لولده كالماء للزرع
وأخرج القالي في أماليه عن العتبي قال : بلغني ان لقمان عليه السلام كان
يقول : ثلاثة لا يعرفون إلا ثلاثة مواطن (6/520)
الحليم عند الغضب
والشجاع عند الحرب
وأخوك عند حاجتك اليه
وأخرج وكيع في الغرر عن الحنظلي رضي الله عنه قال : قال لقمان لابنه : يا بني إذا أردت أن تؤاخي رجلا فاغضبه قبل ذلك فان أنصفك عند غضبه والا فاحذره
وأخرج الدار قطني عن مالك بن أنس رضي الله عنه قال : بلغني ان لقمان عليه السلام قال لابنه : يا بني انك منذ نزلت إلى الدنيا استدبرتها واستقبلت الأخرى فدار أنت اليها تسير أقرب من دار أنت عنها تباعد
وأخرج ابن المبارك عن ابن أبي مليكة رضي الله عنه ان لقمان عليه السلام كان يقول : اللهم لا تجعل أصحابي الغافلين
اذا ذكرتك لم يعينوني واذا نسيتك لم يذكروني واذا أمرت لم يطيعوني وان صمت أحزنوني
وأخرج الحكيم الترمذي عن معتمر عن أبيه ان لقمان عليه السلام قال لابنه : يا بني عود لسانك ان يقول : اللهم اغفر لي
فان لله ساعة لا يرد فيها الدعاء
وأخرج الخطيب عن الحسن رضي الله تعالى عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني إياك والدين فانه ذل النهار هم الليل
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال : قال لقمان لابنه : يا بني ارج الله رجاء لا يجرئك على معصيته وخف الله خوفا لا يؤيسك من رحمته
وأخرج عبد الرزاق عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام : اذا جاءك الرجل وقد سقطت عيناه فلا تقض له حتى يأتي خصمه قال : يقول لعله أن يأتي وقد نزع أربعة أعين
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن الحسن رضي الله عنه قال : قال الله عز و جل " يا ابن آدم خلقتك وتعبد غيري وتدعو الي وتفر مني وتذكرني وتنساني هذا أظلم ظلم في الأرض " ثم يتلو الحسن ان الشرك لظلم عظيم
- قوله تعالى : ووصينا الإنسان بوالديه حماته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير يا بني أقم الصلاة وام بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير (6/521)
أخرج أبو يعلى والطبراني وابن مردويه وابن عساكر عن أبي عثمان النهدي قال : ان سعد بن أبي وقاص قال : نزلت هذه الآية وان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا كنت رجلا برا بأمي فلما أسلمت قالت : يا سعد وما هذا الذي أراك قد أحدثت ؟ لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعير بي فيقال يا قاتل أمه قلت : يا أمه لا تفعلي فاني لا أدع ديني هذا لشيء فمكثت يوما وليلة لا تأكل فاصبحت قد جهدت فمكثت يوما آخر وليلة وقد اشتد جهدها فلما رأيت ذلك قلتك يا أمه تعلمين والله لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني هذا لشيء فان شئت فكلي وان شئت فلا تأكلي فلما رأت ذلك أكلت
فنزلت هذه الآية
وأخرج ابن عساكر عن سعد قال : نزلت في أربع آيات الأنفال وصاحبهما في الدنيا معروفا والوصية والخمر
وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة قال : نزلت هذه الآية في سعد بن ابي
وقاص رضي الله عنه وان جاهداك على أن تشرك بي (6/522)
وأخرج ابن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه قال : جئت من الرمي فاذا الناس مجتمعون على أمي حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس وعلى أخي عامر حين أسلم فقلت : ما شأن الناس ! فقالوا : هذه أمك قد أخذت أخاك عامرا تعطي الله عهدا : أن لا يظلها ظل ولا تأكل طعاما ولا تشرب شرابا حتى يدع الصباوة
فأقبل سعد رضي الله عنه حتى تخلص اليها فقال : علي يا أمه فاحلفي قالت : لم ؟ قال : أن لا تستظلي في ظل ولا تأكلي طعاما ولا تشربي شرابا حتى تري مقعدك من النار فقالت : إنما أحلف على ابني البر
فأنزل الله وان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا إلى آخر الآية
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وهنا على وهن قال : شدة بعد شدة وخلقا بعد خلق
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني في قوله وهنا على وهن قال : ضعفا على ضعف
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وهنا على وهن قال : مشقة وهو الولد
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وهنا على وهن قال : الولد على وهن ؟ قال : الوالدة وضعفها
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله تعالى عنه في قوله وصاحبهما في الدنيا معروفا قال : تعودهما اذا مرضا وتتبعهما اذا ماتا وتواسيهما مما أعطاك الله واتبع سبيل من أناب الي
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله واتبع سبيل من أناب الي قال : محمد صلى الله عليه و سلم
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله انها من تك مثقال حبة من خردل قال : من خير أو شر فتكن في صخرة قال : في جبل
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : الأرض على نون
والنون على بحر والبحر على صخرة خضراء فخضرة الماء من تلك الصخرة قال : والصخرة على قرن ثور وذلك الثور على الثرى ولا يعلم ما تحت الثرى إلا الله (6/523)
فذلك قوله : الله له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى طه الآية 6 فجميع ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى في حرم الرحمن فاذا كان يوم القيامة لم يبق شيء من خلقه قال : لمن الملك اليوم فيهتز ما في السموات والأرض فيجيب هو نفسه فيقول : لله الواحد القهار
وأخرج الفريابي وابن جرير عن أبي مالك رضي الله عنه يأت بها الله قال : يعلمها الله
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ان الله لطيف قال : باستخراجها
قال : بمستقرها
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله وأمر بالمعروف يعني بالتوحيد وانه عن المنكر يعني عن الشرك واصبر على ما أصابك في أمرهما يقول : اذا أمرت بمعروف أو نهيت عن منكر وأصابك في ذلك أذى وشدة فاصبر عليه ان ذلك يعني هذا الصبر على الأذى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من عزم الأمور يعني من حق الأمور التي أمر الله تعالى
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله واصبر على ما أصابك من الأذى في ذلك ان ذلك من عزم الأمور يقول : مما عزم الله عليه من الأمور ومما أمر الله به من الأمور
وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر والخطيب في تالي التلخيص عن أبي جعفر الخطمي رضي الله عنه ان جده عمير بن حبيب وكانت له صحبة أوصى بنيه قال : يا بني إياكم ومجالسة السفهاء فان مجالستهم داء انه من يحلم عن السفيه يسر بحلمه ومن يحبه يندم ومن لا يقر بقليل ما يأتي به السفيه يقر بالكثير ومن يصبر على ما يكره يدرك ما يحب واذا أراد أحدكم ان يأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر فليوطن نفسه على الصبر على الأذى وليثق بالثواب من الله ومن يثق بالثواب من الله لا يجد مس الأذى
وأخرج الطبراني وابن عدي وابن مردويه عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله
عنه " أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل عن قول الله ولا تصعر خدك للناس قال : لي الشدق " (6/524)
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولا تصعر خدك للناس يقول : لا تتكبر
فتحقر عباد الله وتعرض عنهم بوجهك اذا كلموك
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولا تصعر خدك للناس قال : هو الذي اذا سلم عليه لوى عنقه كالمستكبر
وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ولا تصعر خدك للناس قال : الصدود والاعراض بالوجه عن الناس
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ولا تصعر خدك للناس يقول : لا تعرض وجهك عن فقراء الناس تكبرا
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله ولا تصعر خدك للناس قال : ليكن الفقير والغني عندك في العلم سواء وقد عوتب النبي صلى الله عليه و سلم عبس وتولى
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله واقصد في مشيك قال : تواضع
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن يزيد ابن أبي حبيب رضي الله عنه في قوله واقصد في مشيك قال : يعني السرعة
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله واقصد في مشيك يقول : لا تختال : واغضض من صوتك قال : اخفض من صوتك عن الملأ ان أنكر الأصوات قال : أقبح الأصوات لصوت الحمير
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله واقصد في مشيك قال : نهاه عن الخيلاء واغضض من صوتك قال : أمره بالاقتصاد في صوته ان أنكر الأصوات قال : أقبح الأصوات لصوت الحمير قال : أوله زفير وآخره شهيق
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
ان أنكر الأصوات لصوت الحمير قالك أنكرها على السمع (6/525)
وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان الثوري رضي الله عنه قالك صياح كل شيء تسبيحه إلا الحمار
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه قال : لو كان رفع الصوت خيرا ما جعله الله للحمير
- قوله تعالى : ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وبا طنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون لله ما في السموات والأرض إن الله هو الغني الحميد
أخرج البيهقي في شعب الايمان عن عطاء رضي الله عنه قال : سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن قوله وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة قال : هذه من كنوز علي قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " أما الظاهرة فما سوى من خلقك ; وأما الباطنة فما ستر من عورتك ولو أبداها لقلاك أهلك فمن سواهم "
وأخرج ابن مردويه والبيهقي والديلمي وابن النجار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن قول وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة قال : " أما الظاهرة
فالإسلام وما سوى من خلقك وما أسبغ عليك من رزقه ; وأما
الباطنة فما ستر من مساوىء عملك يا ابن عباس ان الله تعالى يقول : ثلاث جعلتهن للمؤمن : صلاة المؤمنين عليه من بعده (6/526)
وجعلت له ثلث ماله أكفر عنه من خطاياه
وسترت عليه من مساوىء عمله فلم أفضحه بشيء منها ولو أبديتها لنبذه أهله فمن سواهم "
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة قال : النعمة الظاهرة : الإسلام
والنعمة الباطنة : كل ما ستر عليكم من الذنوب والعيوب والحدود
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة قال : هي لا إله إلا الله
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأوها وأسبغ عليكم نعمه قال : لو كانت نعمة كانت نعمة دون نعمة
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وأسبغ عليكم نعمه قال : لا إله إلا الله ظاهرة قال : على اللسان وباطنة قال : في القلب
وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي عن مقاتل رضي الله عنه في قوله نعمه ظاهرة قال : الإسلام وباطنة قال : ستره عليكم المعاصي
وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن الضحاك رضي الله عنه في قوله وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة قال : أما الظاهرةك فالإسلام
والقرآن وأما الباطنة : فما ستر من العيوب
- قوله تعالى : ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفذت كلمات الله إن الله عزيز حكيم
أخرج ابن اسحق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ان
أحبار يهود قالوا لرسول الله صلى الله عليه و سلم بالمدينةك يا محمد أرأيت قولك " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " ايانا تريد أم قومك ؟ فقال : كلا (6/527)
فقالوا : ألست تتلو فيما جاءك انا قد أوتينا التوراة وفيها تبيان كل شيء ؟ فقال : انها في علم الله قليل
فأنزل الله في ذلك ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال " اجتمعت اليهود في بيت فارسلوا إلى النبي صلى الله عليه و سلم ان ائتنا
فجاء فدخل عليهم فسألوه عن الرجم فقال : أخبروني بأعلمكم
فأشاروا إلى ابن صوريا الاعور قال : أنت أعلمهم قال : انهم يزعمون ذاك قال : فنشدتك بالمواثيق التي أخذت عليكم وبالتوراة التي أنزلت على موسى
ما تجدون في التوراة ؟ قال : لولا أنك نشدتني بما نشدتني به ما أخبرتك أجد فيها الرجم قال : فقضى عليهم النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا : صدقت يا محمد عندنا التوراة فيها حكم الله فكانوا قبل ذلك لا يظفرون من النبي صلى الله عليه و سلم بشيء قال : فنزل على النبي صلى الله عليه و سلم وما أوتيتم من العلم إلا قليلا الاسلااء الآية 85
فاجتمعوا في ذلك البيت فقال رئيسهم : يا معشر اليهود لقد ظفرتم بمحمد فأرسلوا اليه
فجاء فدخل عليهم فقالوا : يا محمد ألست أنت أخبرتنا أنه أنزل عليك وكيف يحكمونك والتوراة فيها حكم الله ثم تخبرنا أنه أنزل عليك وما أوتيتم من العلم إلا قليلا فهذا مختلف
فسكت النبي صلى الله عليه و سلم ولم يرد عليهم قليلا ولا كثيرا قال : ونزل على النبي صلى الله عليه و سلم ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام وجميع خلق الله كتاب وهذا البحر يمد فيه سبعة أبحر مثله فمات هؤلاء الكتاب كلهم وكسرت هذه الأقلام كلها ويبست هذه البحور الثمانية وكلام الله كما هو لا ينقص ولكنكم أوتيتم التوراة فيها شيء من حكم الله وذلك في حكم الله قليل
فأرسل النبي صلى الله عليه و سلم فأتوه فقرأ عليهم هذه الآية قال : " فرجعوا مخصومين بشر "
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال " قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما شاء الله أن يقول
فقال رجل : يا محمد تزعم أنك أوتيت الحكمة وأوتيت القرآن وأوتيتنا التوراة فأنزل الله ولو ان ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله وفيه يقول : علم الله أكثر من ذلك
وما أوتيتم من العلم فهو كثير لكم لقولكم قليل عندي " (6/528)
وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه قال : سأل أهل الكتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الروح
فأنزل الله ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا فقالوا : تزعم انا لم نؤت من العلم إلا قليلا وقد أوتينا التوراة : وهي الحكمة ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا فنزلت ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وأبو نصر السجزي في الابانة عن قتادة رضي الله عنه قال : قال المشركون : إنما هذا كلام يوشك أن ينفد فنزلت ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام يقول : لو كان شجر الأرض أقلاما ومع البحر سبعة أبحر مداد لتكسرت الأقلام ونفد ماء البحور قبل ان تنفد عجائب ربين وحكمته وعلمه
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال : قال حي بن أخطب : يا محمد تزعم أنك أوتيت الحكمة ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وتزعم انا لم نؤت من العلم إلا قليلا فكيف يجتمع هاتان ؟ فنزلت هذه الآية ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام ونزلت التي في الكهف قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي
وأخرج عبد الرزاق وأبو نصر السجزي في الإبانة عن أبي الجوزاء رضي الله عنه في قوله ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام يقول : لو كان كل شجرة في الأرض أقلاما والبحرا مداد لنفد الماء وتكسرت الأقلام قبل ان تنفد كلمات ربي
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم انه قرأ والبحر يمده رفع
- قوله تعالى : ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة إن الله سميع بصير ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى وأن الله بما تعملون خبير ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون
من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور وأذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور (6/529)
أخرج ابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة قال : يقول له كن فيكون
القليل والكثير
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله تعالى عنه في قوله ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة يقوله إنما خلق الله الناس كلهم وبعثهم كخلق نفس واحدة وبعثها
وفي قوله ألم تر أن الله يولج الليل في النهار قال : نقصان الليل زيادة النهار ويولج النهار في الليل نقصان النهار زيادة في الليل كل يجري إلى أجل مسمى لذلك كله وقت واحد معلوم لا يعدوه ولا يقصر دونه
وفي قوله ان في ذلك لآيات لكل صبار شكور قال : ان أحب عباد الله اليه الصبار الشكور الذي اذا أعطي شكر واذا ابتلى صبر
وفي قوله واذا غشيهم موج كالظلل قال : كالسحاب وفي قوله وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور قال : غدار بذمته كفور بربه
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فمنهم مقتصد قال : في القول وهو كافر وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار قال : غدار كفور قال : كافر
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ختار قال : جحاد
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له : أخبرني عن قوله كل ختار كفور قال : الجبار (6/530)
الغدار
الظلوم
الغشوم
الكفور الذي يغطي النعمة قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم
أما سمعت قول الشاعر وهو يقول : لقد علمت واستيقنت ذات نفسها بان لا تخاف الدهر صرمي ولا ختري وأخرج ابن أبي شيبه وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله كل ختار قال : الذي يغدر بعهده كفور قال : بربه
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن و رضي الله عنهما في قوله ولا يغرنكم بالله الغرور قال : هو الشيطان
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه ولا يغرنكم بالله الغرور قال : الشيطان
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ولا يغرنكم بالله الغرور قال : الشيطان
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير رضي الله عنه ولا يغرنكم بالله الغرور قال : ان تعمل بالمعصية وتتمنى المغفرة
- قوله تعالى : إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير
أخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال " جاء رجل من أهل البادية فقال : ان امرأتي حبلى فاخبرني ما تلد ؟ وبلادنا مجدبة فأخبرني متى ينزل الغيث ؟ وقد علمت متى ولدت فأخبرني متى أموت ؟ فأنزل الله ان الله عنده علم الساعة
الآية "
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه " ان رجلا يقال له : الوراث
من بني مازن بن حفصة بن قيس غيلان
جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا محمد متى قيام
الساعة ؟ وقد أجدبت بلادنا فمتى تخصب ؟ وقد تركت امرأتي حبلى فمتى تلد ؟ وقد علمت ما كسبت اليوم فماذا أكسب غدا ؟ وقد علمت بأي أرض ولدت فبأي أرض أموت فنزلت هذه الآية " (6/531)
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ان الله عنده علم الساعة
قال : خمس من الغيب استأثر بهن الله فلم يطلع عليهن ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ان الله عنده علم الساعة فلا يدري أحد من الناس متى تقوم الساعة في أي سنة ولا في أي شهر أليلا أم نهارا وينزل الغيث فلا يعلم أحد متى ينزل الغيث أليلا أم نهار ويعلم ما في الأرحام فلا يعلم أحد ما في الأرحام أذكر أم أنثى أحمر أو أسود وما تدري نفس ماذا تكسب غدا أخير أم شرا وما تدري نفس بأي أرض تموت ليس أحد من الناس يدري أين مضجعه من الأرض أفي بحر أم بر في سهل أم في جبل
وأخرج الفريابي والبخاري ومسلم وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله
لا يعلم ما في غد إلا الله
ولا متى تقوم الساعة إلا الله
ولا يعلم ما في الأرحام إلا الله
ولا متى ينزل الغيث إلا الله
وما تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله "
وأخرج ابن أبي شيبه والبخاري ومسلم وابن أبي حاتم وابن المنذر وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رجلا " يا رسول الله متى الساعة ؟ قال : ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ولكن سأحدثكم بأشراطها : اذا ولدت الأمة ربتها فذاك من أشراطها واذا كانت الحفاة العراة رؤوس الناس فذاك من أشراطها واذا تطاول رعاء الغنم في البنيان فذاك من أشراطها في خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله ثم تلا ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث
إلى آخر الآية "
وأخرج أحمد والبزار وابن مردويه والروياني والضياء بسند صحيح عن بريدة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول " خمس لا يعلمهن إلا الله ان الله عنده علم الساعة
الآية "
وأخرج ابن جرير من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه
مثله
وأخرج ابن مردويه عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه " ان أعرابيا وقف على
النبي صلى الله عليه و سلم يوم بدر على ناقة له عشراء فقال : يا محمد ما في بطن ناقتي هذه ؟ فقال : له رجل من الأنصار : دع عنك رسول الله صلى الله عليه و سلم وهلم الي حتى أخبرك : وقعت أنت عليها وفي بطنها ولد منك ؟ فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال : ان الله يحب كل حي كريم متكره ويبغض كل لئيم متفحش ثم أقبل على الاعرابي فقال : خمس لا يعلمهن إلا الله ان الله عنده علم الساعة (6/532)
"
وأخرج ابن مردويه عن سلمة بن الأكوع رضي الله تعالى عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم في قبة حمراء اذ جاء رجل على فرس فقال : من أنت ؟ قال " أنا رسول الله قال : متى الساعة ؟ قال : غيب وما يعلم الغيب إلا الله قال : ما في بطن فرسي ؟ قال : غيب وما يعلم الغيب إلا الله : فمتى تمطر ؟ قال : غيب وما يعلم الغيب إلا الله "
وأخرج أحمد والطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه و سلم قال " أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس ان الله عنده علم الساعة
"
وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : أوتي نبيكم صلى الله عليه و سلم مفاتيح كل شيء غير الخمس ان الله عنده علم الساعة
وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال " لم يعم على نبيكم صلى الله عليه و سلم إلا الخمس من سرائر الغيب هذه الآية
في آخر لقمان إلى آخر السورة "
وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والبخاري في الأدب عن ربعي بن حراش رضي الله عنه قال : حدثني رجل من بني عامر انه قال : يا رسول الله هل بقي من العلم شيء لا تعلمه ؟ فقال : " لقد علمني الله خيرا وان من العلم ما لا يعلمه إلا الله
الخمس ان الله عنده علم الساعة
"
وأخرج ابن ماجه عن الربيع بنت معوذ رضي الله تعالى عنها قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم صبيحة عرسي وعندي جاريتان تغنيان وتقولان : وفينا نبي يعلم ما في غد
فقال : " أما هذا فلا تقولاه لا يعلم ما في غد إلا الله "
وأخرج الطيالسي وأحمد وابن أبي حاتم وابن مردوية والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبي غرة الهذلي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " اذا أراد الله
قبض عبد بأرض جعل له اليها حاجة فلم ينته حتى يقدمها ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم وما تدري نفس بأي أرض تموت " (6/533)
وأخرج الترمذي وحسنه وابن مردويه عن مطر بن عكامس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " إذا قضى الله لرجل ان يموت بأرض جعل له اليها حاجة "
وأخرج أحمد عن عامر أو أبي مالك " ان النبي صلى الله عليه و سلم بينما هو جالس في مجلسه فيه أصحابه جاءه جبريل عليه السلام في غير صورته فحسبه رجلا من المسلمين فسلم فرد عليه السلام ثم وضع يده على ركبتي النبي صلى الله عليه و سلم وقال له : يا رسول الله ما الإسلام ؟ قال : أن تسلم وجهك لله وتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة قال : فاذا فعلت ذلك فقد أسلمت ؟ قال : نعم
قال : ما الإيمان ؟ قال : أن تؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين والموت والحياة بعد الموت والجنة والنار والحساب والميزان والقدر خيره وشره
قال : فاذا فعلت ذلك فقد آمنت قال : نعم
ثم قال : ما الإحسان ؟ قال : أن تعبد الله كأنك تراه فإن كنت لا تراه فهو يراك قال : فاذا فعلت ذلك فقد أحسنت ؟ قال : نعم
قال : فمتى الساعة يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ك سبحان الله
! خمس لا يعلمها إلا الله ان الله عنده علم الساعة
وينزل الغيث
ويعلم ما في الأرحام
وما تدري نفس ماذا تكسب غدا
وما تدري نفس بأي أرض تموت
ان الله عليم خبير "
بسم الله الرحمن الرحيم - (6/534)
سورة السجدة
مكية وآياتها ثلاثون
- مقدمة سورة السجدة أخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت الم السجدة بمكة
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير
مثله
وأخرج النحاس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت سورة السجدة بمكة سوى ثلاث آيات أفمن كان مؤمنا
إلى تمام الآيات الثلاث
وأخرج ابن أبي شيبه والبخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ في الفجر يوم الجمعة ألم تنزيل السجدة و هل أتى على الانسان
وأخرج ابن أبي شيبه ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما
أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة ب الم تنزيل السجدة و هل أتى على الانسان
وأخرج البيهقي في سننه من حديث ابن مسعود
مثله
وأخرج ابن أبي شيبه وأبو داود والحاكم وصححه عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه و سلم صلى الظهر فسجد فظنا انه قرأ الم تنزيل السجدة
وأخرج أبو يعلى عن البراء رضي الله عنه قال : سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في الظهر فظننا انه قرأ تنزيل السجدة
وأخرج أبو عبيد في فضائله وأحمد وعبد بن حميد والدارمي والترمذي والنسائي والحاكم وصححه وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم لا ينام حتى يقرأ ألم تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك
وأخرج ابن نصر والطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
من صلى أربع ركعات خلف العشاء الآخرة قرأ في الركعتين الأولتين قل يا أيها الكافرون و قل هو الله أحد وفي الركعتين الأخيرتين تبارك الذي بيده الملك والم تنزيل السجدة كتبت له كأربع ركعات من ليلة القدر (6/535)
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ تبارك الذي بيده الملك و ألم تنزيل السجدة بين المغرب والعشاء الآخرة فكأنما قام ليلة القدر
وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من قرأ في ليلة الم تنزيل السجدة و يس و اقتربت الساعة و تبارك الذي بيده الملك كن له نورا وحرزا من الشيطان ورفع في الدرجات إلى يوم القيامة
وأخرج ابن الضريس عن المسيب بن رافع رضي الله عنه " ان النبي صلى الله عليه و سلم قال : الم تنزيل تجيء لها جناحان يوم القيامة تظل صاحبها وتقول لا سبيل عليه لا سبيل عليه "
وأخرج الدارمي عن خالد بن معدان رضي الله عنه قال : اقرأوا المنجية وهي الم تنزيل فانه بلغني ان رجلا كان يقرأوها وما هوى شيئا غيرها وكان كثير الخطايا فنشرت جناحها عليه وقالت : رب اغفر له فانه كان يكثر قراءتي فشفعها الرب فيه وقال اكتبوا له بكل خطيئة حسنة وارفعوا له درجة
وأخرج الدارمي عن خالد بن معدان رضي الله تعالى عنه قال : ان الم تنزيل تجادل عن صاحبها في القبر تقول : اللهم ان كنت من كتابك فشفعني فيه وان لم أكن من كتابك فامحني منه وانها تكون كالطير تجعل جناحها عليه فتشفع له فتمنعه من عذاب القبر وفي تبارك مثله
فكان خالد رضي الله عنه لا يبيت حتى يقرأ بهما
وأخرج الدارمي وابن ضريس عن كعب رضي الله عنه قال : من قرأ في ليلة الم تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك كتب له سبعون حسنة وحط عنه سبعون سيئة ورفع له سبعون درجة
وأخرج الدارمي والترمذي وابن مردويه عن طاوس رضي الله عنه قال ألم تنزيل و تبارك الذي بيده الملك تفضلان على كل سورة في القرآن بستين حسنة
وأخرج ابن مردويه عن طاوس رضي الله تعالى عنه انه كان يقرأ الم تنزيل السجدة و تبارك الذي بيده الملك في صلاة العشاء وصلاة الفجر كل يوم وليلة في السفر والحضر ويقول : من قرأهما كتب له بكل آية سبعون حسنة فضلا عن سائر القرآن ومحيت عنه سبعون سيئة ورفعت له سبعون درجة (6/536)
وأخرج ابن الضريس عن يحي بن أبي كثير قال : كان طاوس رضي الله تعالى عنه لا ينام حتى يقرأ هاتين السورتين تنزيل و تبارك وكان يقول : كل آية منهما تشفع ستين آية يعني تعدل ستين آية
وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق من طريق حاتم بن محمد عن طاوس رضي الله عنه قال : ما على الأرض رجل يقرأ الم تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك في ليلة إلا كتب الله له مثل أجر ليلة القدر قال حاتم رضي الله عنه : فذكرت ذلك لعطاء رضي الله عنه فقال : صدق طاوس والله ما تركتهن منذ سمعت بهن إلا أن أكون مريضا
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبه عن علي رضي الله عنه قال : عزائم سجود القرآن الم تنزيل السجدة وحم تنزيل السجدة والنجم و إقرأ باسم ربك الذي خلق
وأخرج أحمد ومسلم وأبو يعلى عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال : حزرنا قيام رسول الله صلى الله عليه و سلم في الظهر في الركعتين الأولتين قدر ثلاثين آية
قدر قراءة تنزيل السجدة
وأخرج عبد الرزاق عن أبي العالية رضي الله تعالى عنه قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم رمقوه في الظهر فحزروا قراءته في الركعة الأولى من الظهر تنزيل السجدة
- الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في
ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تذكرون (6/537)
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله تعالى عنه في قوله لتنذر قوما قال : قريش وما أتاهم من نذير من قبلك قال : لم يأتهم ولا آياءهم لم يأت العرب رسول من الله عز و جل
- قوله تعالى : يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم
أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله يدبر الأمر قال : ينحدر الأمر من السماء إلى الأرض ويصعد من الأرض إلى السماء في يوم واحد مقداره ألف سنة في السير خمسمائة حين ينزل وخمسمائة حين يعرج
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله تعالى عنه في قوله يدبر الأمر الآية
قال : ينزل الأمر من السماء الدنيا إلى الأرض العليا ثم يعرج إلى مقدار يوم لو ساره الناس ذاهبين وجائين لساروا ألف سنة
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يدبر الأمر قال : هذا في الدنيا
تعرج الملائكة في يوم مقداره ألف سنة
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله يدبر الأمر
الآية
قال : تعرج الملائكة وتهبط في يوم مقداره ألف سنة
وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يدبر الأمر من السماء إلى الأرض
ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره ألف سنة قال : من الايام الستة التي خلق الله فيها السموات والارض
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري
في المصاحف والحاكم وصححه عن عبد الله بن أبي مليكة رضي الله تعالى عنه قال : دخلت على ابن عباس أنا وعبد الله بن فيروز مولى عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه قال فيروز : يا أبا عباس قوله يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره ألف سنة فكأن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما اتهمه فقال : ما يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ؟ فقال : إنما سألتك لتخبرني فقال ابن عباس رضي الله عنهما : هما يومان ذكرهما الله في كتابه الله أعلم بهما وأكره ان أقول في كتاب الله ما لا أعلم فضرب الدهر من ضرباته حتى جلست إلى ابن المسيب رضي الله عنه فسأله عنها انسان فلم يخبر ولم يدر فقلت : ألا أخبرك بما أحضرت من ابن عباس ؟ قال : بلى (6/538)
فأخبرته فقال للسائل : هذا ابن عباس رضي الله عنهما أبى أن يقول فيها وهو أعلم مني
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله كان مقداره ألف سنة قال : لا ينتصف النهار في مقدار يوم من أيام الدنيا في ذلك اليوم حتى يقضي بين العباد فينزل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ولو كان إلى غيره لم يفرغ من ذلك خمسين ألف سنة
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله تعالى عنه في يوم كان مقداره ألف سنة يعني بذلك نزول الأمر من السماء إلى الأرض ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد وذلك مقدار ألف سنة لأن ما بين السماء إلى الأرض مسيرة خمسمائة عام
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله تعالى عنه في الآية يقول : مقدار مسيرة في ذلك اليوم ألف سنة مما تعدون ومن أيامكم من أيام الدنيا بخمسمائة نزوله وخمسمائة صعوده فذلك ألف سنة
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما ثم يعرج اليه في يوم من أيامكم هذه ومسيرة ما بين السماء والأرض خمسمائة عام
وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه الف مما تعدون قال : من أيام الدنيا
والله أعلم
- قوله تعالى : الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون وقالوا أإذا ضللنا في الأرض أإنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون (6/539)
أخرج ابن أبي شيبه والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما كان يقرأها الذي أحسن كل شيء خلقه قال : أما رأيت القردة ليست بحسنة ولكنه أحكم خلقها
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس عن النبي رسول الله صلى الله عليه و سلم " في قوله أحسن كل شيء خلقه قال : اما ان آست القردة ليس بحسنة ولكنه أحكم خلقها "
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أحسن كل شيء خلقه قال : صورته
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أحسن كل شيء خلقه فجعله الكلب في خلقه حسنا
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أحسن كل شيء خلقه قال : أحسن بخلق كل شيء القبيح والحسن والحيات والعقارب وكل شيء مما خلق وغيره لا يحسن شيئا من ذلك
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله أحسن كل شيء خلقه قال : اتقن
لم يركب الانسان في صورة الحمار ولا الحمار في صورة الانسان
وأخرج الطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم اذ لحقنا عمرو بن زرارة الانصاري في حلة قد أسبل فأخذ النبي صلى الله عليه و سلم بناحية ثوبه فقال : يا رسول الله اني أخمش الساقين فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم " يا عمرو بن زرارة ان الله أحسن كل شيء خلقه يا عمرو بن زرارة ان الله لا يحب المسبلين "
وأخرج أحمد والطبراني عن الشريد بن سويد رضي الله عنه قال " أبصر النبي صلى الله عليه و سلم رجلا قد أسبل ازاره فقال له : ارفع ازارك فقال : يا رسول الله اني أحنف : تصطك ركبتاي قال : ارفع ازارك كل خلق الله حسن " (6/540)
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وبدأ خلق الانسان من طين قال : آدم ثم جعل نسله قال : ولده من سلالة من بني آدم من ماء مهين قال : ضعيف نطفة الرجل
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله جعل نسله قال : ذريته من سلالة هي الماء ثم سواه يعني ذريته
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله من سلالة قال : ماء يسل من الانسان من ماء مهين قال : ضعيف
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله تعالى عنه في قوله أئذا ضللنا قال : هلكنا
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح انه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد كيف نعاد ونرجع كما كنا ؟ وأخبرت أن الذي قال أئذا ضللنا أبي بن خلف
- قوله تعالى : قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون
أخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما انه سئل عن نفسين اتفق موتهما في طرفة عين
واحد في المشرق وواحد في المغرب
كيف قدره ملك الموت عليهما
قال : ما قدرة ملك الموت على أهل المشارق والمغارب والظلمات والهواء والبحور إلا كرجل بين يديه مائدة يتناول من أيها شاء
وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد رضي الله عنه قال : " قيل يا رسول الله ملك الموت واحد والزحفان يلتقيان من المشرق والمغرب وما بينهما من السقط
والهلاك ! فقال : ان الله حوى الدنيا لملك الموت حتى جعلها كالطست بين يدي أحدكم فهل يفوته منها شيء ؟ " (6/541)
وأخرج ابن جرير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنه قال : ملك الموت الذي يتوفى الانفس كلها وقد سلط على ما في الأرض كما سلط أحدكم على ما في راحته معه ملائكة من ملائكة الرحمة وملائكة من ملائكة العذاب فاذا توفى نفسا طيبة دفعها إلى الملائكة الرحمة واذا توفى خبيثة دفعها إلى ملائكة العذاب
وأخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت عن ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما قالا : لما اتخذ الله إبراهيم خليلا سأل ملك الموت ربه ان يأذن له فيبشر إبراهيم عليه السلام بذلك فأذن له فأتاه فقال له إبراهيم عليه السلام : يا ملك الموت أرني كيف تقبض أنفاس الكفار ؟ قال : يا إبراهيم لا تطيق ذلك قال : بلى
قال : فاعرض ابرهيم ثم نظر اليه فاذا برجل أسود ينال رأسه السماء يخرج من فيه لهب النار ليس من شعرة في جسده إلا في صورة رجل يخرج من فيه ومسامعه لهب النار فغشي على إبراهيم عليه السلام ثم أفاق وقد تحول ملك الموت في الصورة الاولى فقال : يا ملك الموت لو لم يلق الكافر من البلاء والحزن إلا صورتك لكفاه فارني كيف تقبض أرواح المؤمنين ؟ قال : أعرض فأعرض ثم التفت فاذا هو برجل شاب أحسن الناس وجها وأطيبه في ثياب بيض فقال : يا ملك الموت لو لم ير المؤمن عند موته من قرة العين والكرامة إلا صورتك هذه لكان يكفيه
وأخرج الطبراني وأبو نعيم وابن منده كلاهما في الصحابة عن الخزرج سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " ونظر إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار فقال : يا ملك الموت أرفق بصاحبي فانه مؤمن فقال ملك الموت عليه السلام : طب نفسا وقر عينا واعمل بأني بكل مؤمن رفيق واعلم يا محمد اني لاقبض روح ابن آدم فاذا صرخ صارخ قمت في الدار ومعي روحه فقلت : ما هذا الصارخ ! والله ما ظلمناه ولا سبقنا أجله ولا استعجلنا قدره ومالنا في قبضه من ذنب فان ترضوا بما صنع الله تؤجروا وان تسخطوا تأثموا وتؤزروا وان لنا عندكم عودة بعد عودة فالحذر فالحذر وما من أهل بيت شعر ولا مدر بر ولا فاجر سهل ولا
جبل إلا أنا أتصفحهم في كل يوم وليلة حتى أنا لاعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم والله لو أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدرت على ذلك حتى يكون الله هو يأذن بقبضها " (6/542)
وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ في العظمة عن أشعث بن شعيب رضي الله عنه قال : سأل إبراهيم عليه السلام ملك الموت واسمه عزرائيل وله عينان في وجهه وعين في قفاه فقال : يا ملك الموت ما تصنع اذا كانت نفس بالمشرق ونفس بالمغرب ووضع الوباء بأرض والتقى الزحفان كيف تصنع ؟ قال أدعو الارواح بإذن الله فتكون بين أصبعي هاتين
وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ وأبو نعيم في الحيلة عن شهر بن حوشب رضي الله تعلى عنه قال : ملك الموت جالس والدنيا بين ركبتيه واللوح الذي آجال بني آدم بين يديه وبين يديه ملائكة قيام وهو يعرض اللوح لا يطرف فاذا أتى على أجل عبد قال : اقبضوا هذا
وأخرج ابن أبي شيبه في المصنف عن خيثمة رضي الله تعالى عنه قال : اتى ملك الموت عليه السلام سليمان بن داود عليه السلام وكان له صديقا فقال له سليمان عليه السلام : ما لك تأتي أهل البيت فتقبضهم جميعا وتدع أهل البيت إلى جنبهم لا تقبض منهم أحد ؟ قال : لا أعلم بما أقبض منها إثما أكون تحت العرش فيلقى الي صكاك فيها أسماء
وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن جريج رضي الله عنه قال : بلغنا أنه يقال لملك الموت اقبض فلانا في وقت كذا في يوم كذا
وأخرج سعيد بن منصور وأحمد في الزهد وأبو الشيخ عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال : ما من أهل بيت إلا يتصفحهم ملك الموت عليه السلام في كل يوم خمس مرات هل منهم أحد أمر بقبضه ؟
وأخرج جويبر عن الضحاك رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : وكل ملك الموت عليه السلام بقبض أرواح الآدميين فهو الذي يلي قبض أرواحهم وملك في الجن وملك في الشياطين وملك في الطير والوحش والسباع والحيتان والنمل فهم أربعة أملاك والملائكة عليهم السلام يموتون في
الصعقة الأولى وان ملك الموت يلي قبض أرواحهم ثم يموت (6/543)
فأما الشهداء في البحر فان الله يلي قبض أرواحهم لا يكل ذلك إلى ملك الموت لكرامتهم عليه
وأخرج ابن ماجه عن أبي امامة رضي الله تعالى عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " ان الله وكل ملك الموت عليه السلام بقبض الارواح إلا شهداء البحر فانه يتولى قبض أرواحهم "
وأخرج ابن أبي الدنيا والمروزي في الجنائز وأبو الشيخ عن أبي الشعثاء جابر بن زيد رضي الله عنه
ان ملك الموت كان يقبض الارواح بغير وجع فسبه الناس ولعنوه فشكا إلى ربه فوضع الله الأوجاع ونسي ملك الموت
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن الأعمش رضي الله عنه قال : كان ملك الموت عليه السلام يظهر للناس
فيأتي للرجل فيقول : اقض حاجتك فاني أريد أن أقبض روحك فشكا فانزل الداء وجعل الموت خفية
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : خطوة ملك الموت عليه السلام ما بين المشرق والمغرب
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي جعفر محمد بن علي رضي الله عنه قال : دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم على رجل من الأنصار يعوده فاذا ملك الموت عليه السلام عند رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم " يا ملك الموت ارفق بصاحبي فإنه مؤمن آدم فيصرخ أهله فاقوم في جانب من الدار فأقول : والله ما لي من ذنب وان لي لعودة وعودة الحذر الحذر وما خلق الله من أهل بيت ولا مدر ولا شعر ولا وبر في بر ولا بحر إلا وأنا أتصفحهم في كل يوم وليلة خمس مرات حتى اني لاعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم والله يا محمد اني لا أقدر أقبض روح بعوضة حتى يكون الله تبارك وتعالى هو الذي يأمر بقبضه "
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قل يتوفاكم ملك الموت قال : ملك الموت يتوفاكم وله أعوان من الملائكة
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قل : يتوفاكم ملك الموت قال : حويت له الأرض فجعلت له مثل طست يتناول منها حيث يشاء
- قوله تعالى : ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فأرجعنا نعمل صالحا إنا موقنون ولو شئنا لأتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون (6/544)
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ولو ترى اذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا قال : أبصروا حين لم ينفعهم البصر وسمعوا حين لم ينفعهم السمع
وفي قوله ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها قال : لو شاء الله لهدى الناس جميعا ولو شاء الله أنزل عليهما من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين الشعراء الآية 4
وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ان الله يعتذر إلى آدم يوم القيامة بثلاثة معاذير
يقول : يا آدم لولا اني لعنت الكذابين وأبغض الكذب والخلف وأعذب عليه لرحمت اليوم ذريتك أجمعين من شدة ما أعددت لهم من العذاب ولكن حق القول مني لمن كذب رسلي وعصى أمري لاملأن جهنم منهم أجمعين الأعراف الآية 18 ويقول : يا آدم إني لا أدخل أحدا من ذريتك النار ولا أعذب أحدا منهم بالنار إلا من قد علمت في سابق علمي اني لو رددته إلى الدنيا لعاد إلى شر مما كان فيه لم يراجع ولم يعتب ويقول له : يا آدم قد جعلتك اليوم حكما بيني وبين ذريتك قم عند الميزان فانظر ما يرفع اليك من أعمالهم فمن رجح منهم خيره على شره مثقال ذرة فله الجنة حتى تعلم اني لا أدخل النار اليوم منهم إلا ظالما "
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا قال : تركتم أن تعملوا للقاء يومكم هذا
وأخرج ابن أبي الدنيا عن الضحاك رضي الله عنه فذوقوا بما نسيتم (6/545)
قال : اليوم نترككم في النار كما تركتم أمري
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله انا نسيناكم قال : تركناكم
وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت هذه الآية في شأن الصلوات الخمس إنما بآياتنا الذين اذا ذكروا بها خروا سجدا أي أتوها وسبحوا أي صلوا بأمر ربهم وهم لا يستكبرون عن اتيان الصلوات في الجماعات
- قوله تعالى : تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون
أخرج الترمذي وصححه وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن هذه الآية تتجافى جنوبهم عن المضاجع نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة
وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال : كانوا لا ينامون حتى يصلوا العشاء
وأخرج البخاري في تاريخه وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال نزلت تتجافى جنوبهم عن المضاجع في صلاة العشاء
وأخرج ابن أبي شيبه عن أنس رضي الله عنه قال : كنا نجتنب الفرش قبل صلاة العشاء
وأخرج محمد بن نصر وابن جرير عن أبي سلمة رضي الله عنه في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع في صلاة العتمة
وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم راقدا قبل العشاء ولا متحدثا بعدها فان هذه الآية نزلت في ذلك تتجافى جنوبهم عن المضاجع
وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال : نزلت فينا معاشر الأنصار كنا نصلي المغرب فلا نرجع إلى رحالنا حتى نصلي العشاء مع النبي صلى الله عليه و سلم فنزلت فينا تتجافى جنوبهم عن المضاجع (6/546)
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه و سلم قال تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال : هم الذي لا ينامون قبل العشاء فاثنى عليهم فلما ذكر ذلك جعل الرجل يعتزل فراشه مخافة أن تغلبه عينه فوقتها قبل أن ينام الصغير ويكسل الكبير
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال : أنزلت في صلاة العشاء الآخرة كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم لا ينامون حتى يصلوها
وأخرج ابن أبي شيبه وأبو داود ومحمد بن نصر وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أنس رضي الله عنه في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال : كانوا ينتظرون ما بين المغرب والعشاء يصلون
وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد الزهد وابن عدي وابن مردويه عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال : سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن هذه الآية تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال : كان قوم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم من المهاجرين الاولين يصلون المغرب ويصلون بعدها إلى عشاء الآخرة فنزلت هذه الآية فيهم
وأخرج البزار وابن مردويه عن بلال رضي الله عنه قال : كنا نجلس في المجلس وناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلون المغرب إلى العشاء فنزلت تتجافى جنوبهم عن المضاجع
وأخرج محمد بن نصر والبيهقي في سننه عن ابن المنكدر وأبي حازم في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع قالا : هي ما بين المغرب والعشاء صلاة الاوابين
وأخرج محمد بن نصر عن عبد الله بن عيسى رضي الله عنه قال : كان ناس من الانصار يصلون ما بين المغرب والعشاء فنزلت فيهم تتجافى جنوبهم عن المضاجع
وأخرج أحمد وابن جرير وابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال " قيام العبد من الليل " (6/547)
وأخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه وابن نصر في كتاب الصلاة وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في سفر فاصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت : يا نبي الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار قال " لقد سألت عن عظيم وانه اليسير على من يسره الله عليه
تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم جنة والصدقة تطفىء الخطيئة وصلاة الرجل في جوف الليل ثم قرأ تتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى بلغ يعملون ثم قال : ألا أخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه ؟ فقلت : بلى يا رسول الله قال : رأس الامر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد ثم قال ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ فقلت : بلى يا نبي الله فاخذ بلسانه فقال : كف عنك هذا فقلت : يا رسول الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال : ثكلتك أمك يا معاذ !
وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم "
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قال : ذكر لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم قيام الليل ففاضت عيناه حتى تحادرت دموعه فقال تتجافى جنوبهم عن المضاجع
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال " يا رسول الله اخبرني بعمل أهل الجنة قال : قد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله عليه
تعبد الله لا تشرك به شيئا وتؤدي الصلاة المكتوبة - ولا أدري ذكر الزكاة أم لا - وان شئت أنبأتك برأس هذا الامر وعموده وذروة سنامه رأسه الإسلام من أسلم سلم وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله والصيام جنة والصدقة تمحو الخطيئة وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا هذه الآية تتجافى جنوبهم عن المضاجع "
وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه في قوله تتجافى جنوبهم عن
المضاجع قال : كانت لا تمر عليها ليلة إلا أخذوا منها بحظ (6/548)
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه ومحمد بن نصر وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال : يقومون فيصلون بالليل
وأخرج ابن نصر وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال : قيام الليل
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد من طريق أبي عبد الله الجدلي عن عبادة بن الصامت عن كعب رضي الله عنه قال : اذا حشر الناس نادى مناد : هذا يوم الفصل أين الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع أين الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ؟ آل عمران الآية 191 ثم يخرج عنق من النار فيقول : أمرت بثلاث
بمن جعل مع الله الها آخر
وبكل جبار عنيد
وبكل معتد لانا أعرف بالرجل من الوالد بولده والمولود بوالده ويؤمر بفقراء المسلمين إلى الجنة فيحسبون فيقولون : تحسبونا ما كان لنا أموال ولا كنا أمراء
وأخرج محمد بن نصر وابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا قال : هم قوم لا يزالوان يذكرون الله اما في الصلاة واما قياما واما قعودا واما اذا استيقظوا من منامهم
هم قوم لا يزالون يذكرون الله تعالى
وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ربيعة الجرشي رضي الله عنه قال : يجمع الله الخلائق يوم القيامة في صعيد واحد فيكونون ما شاء الله أن يكونوا فينادي مناد
سيعلم أهل الجمع لمن العز اليوم والكرم ليقم الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا فيقومون وفيهم قلة ثم يلبث ما شاء الله أن يلبث ثم يعود فينادي سيعلم أهل الجمع لمن العز والكرم ليقم الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله النور الآية 37 فيقومون وهم أكثر من الأولين ثم يلبث ما شاء الله أن يلبث ثم يعود وينادي : سيعلم أهل الجمع لمن العز اليوم والكرم ليقم الحمادون لله على كل حال فيقومون وهم أكثر من الاولين
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما تتجافى جنوبهم عن المضاجع يقول : تتجافى لذكر الله كلما استيقظوا ذكروا الله
اما في الصلاة
واما في قيام أو قعود أو على جنوبهم فهم لا يزالون يذكرون الله (6/549)
- قوله تعالى : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون
أخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قرأ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين
وأخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وابن أبي حاتم وابن الانباري في المصاحف عن أبي هريرة رضي الله عنه فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان عرش الله على الماء فاتخذ جنة لنفسه ثم اتخذ دونها أخرى ثم أطبقهما لؤلؤة واحدة ثم قال : ومن دونهما جنتان لم يعلم الخلق ما فيهما وهي التي قال الله فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون يأتيهم فيها كل يوم تحفة
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراين والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : انه لمكتوب في التوراة لقد أعد الله للذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر ولا يعلم ملك مقرب ولا نبي مرسل وانه لفي القرآن فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين
وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد وهناد كلاهما في الزهد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن الانباري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال " قال الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشرن قال أبو هريرة رضي الله عنه : اقرؤا ان شئتم فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين "
وأخرج ابن أبي حاتم عن عامر بن عبد الواحد رضي الله عنه قال : بلغني ان
الرجل من أهل الجنة يمكث في مكانه سبعين سنة ثم يلتفت فاذا هو بامرأة أحسن مما كان فيه فتقول له : قد آن لك أن يكون لنا منك نصيب (6/550)
فيقول : من أنت ؟ فتقول : أنا مزيد فيمكث معها سبعين سنة ويلتفت فاذا هو بامرأة أحسن مما كان فيه فتقول : قد آن لك ان يكون لنا منك نصيب فيقول : من أنت ؟ فتقول : أنا الذي قال الله فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين
وأخرج ابن أبي شيبه عن ابن عمر رضي الله عنه قال : ان الرجل من أهل الجنة ليجيء فيشرف عليه النساء فيقلن : يا فلان بن فلان ما أنت حين خرجت من عندنا بأولى بك منا فيقول : من أنتن ؟ ! فيقلن : نحن من اللاتي قال الله فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون
وأخرج ابن أبي شيبه عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : يدخلون عليهم على مقدار كل يوم من أيام الدنيا ثلاث مرات معهم التحف من الله من جنات عدن مما ليس في جناتهم
وذلك قوله فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين
وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب قال : سأصف لكم منزل الرجل من أهل الجنة كان يطلب في الدنيا حلالا ويأكل حلالا حتى لقي الله على ذلك فانه يعطي يوم القيامة قصرا من لؤلؤة واحدة ليس فيها صدع ولا وصل فيها سبعون ألف غرفة وأسفل الغرف سبعون ألف بيت في كل بيت سقفه صفائح الذهب والفضة ليس بموصول ولولا ان الله سخر له النظر اليه لذهب بصره من نوره عرض الحائط اثنا عشر ميلا وطوله في السماء سبعون ميلا في كل بيت سبعون ألف باب يدخل عليه في كل بيت من كل باب سبعون ألف خادم لا يراهم من في هذا البيت ولا من في هذا البيت فاذا خرج في قصره صار في ملكه مثل عمر الدنيا يسير في ملكه عن يمينه وعن يساره ومن ورائه وأزواجه معه وليس معه ذكر غيره ومن بين يديه ملائكة قد سخروا له بينه وبين أزواجه ستر وبين يديه ستر ووصفاء ووصائف قد أفهموا ما يشتهي أزواجه ولا يموت هو ولا أزواجه ولا خدامه أبدا نعيمهم يزداد كل يوم من غير ان يبلى الاول وقرة عين لا تنقطع أبدا لا يدخل عليه فيه روعة أبدا
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
" والذي نفسي بيده لو ان آخر أهل الجنة رجلا أضاف آدم فمن دونه ووضع لهم طعاما وشرابا حتى يخرجوا من عنده لا ينقصه ذلك مما أعطاه الله " (6/551)
وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد ومسلم والطبراني وابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة من طريق أبي صخر عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يصف الجنة حتى انتهى ثم قال " فيهما ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم قرأ وتتجافى جنوبهم عن المضاجع
قال أبو صخر : فذكرته للقرظي فقال : انهم أخفوا عملا وأخفى الله لهم ثوابا فقدموا على الله فقرت تلك الاعين "
وأخرج ابن جرير عن أبي اليمان الهذلي قال : الجنة مائة درجة
أولها درجة فضة وأرضها فضة وآنيتها فضة وترابها المسك
والثانية ذهب ومساكنها ذهب وآنيتها ذهب وترابها المسك
والثالثة لؤلؤ وأرضها لؤلؤ ومساكنها لؤلؤ وآنيتها لؤلؤ وترابها المسك
وسبع وتسعون بعد ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وتلا هذه الآية فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين
وأخرج ابن جرير والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طريق الحاكم بن أبان عن الغطريف عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم عن الروح الامين قال " يؤتي بحسنات العبد وسيئاته فيقتص بعضها من بعض فان بقيت حسنة واحدة أدخله الله الجنة " قال : فدخلت على يزدان فحدث بمثل هذا فقلت : فان ذهبت الحسنة ؟ قال : أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ويتجاوز عن سيآتهم الاحقاف الآية 16 قلت : أفرأيت قوله فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين قال : هو العبد يعمل سرا أسره إلى الله لم يعلم به الناس فاسر الله له يوم القيامة قرة أعين
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال " ان أدنى أهل الجنة حظا قوم يخرجهم الله من النار برحمته بعد ان يحترقوا يرتاح لهم الرب انهم كانوا لا يشركون بالله شيئا فينبذون بالعراء فينبتون كما ينبت البقل حتى
اذا رجعت الارواح إلى أجسادها قالوا : ربنا كالذي أخرجتنا من النار ورجعت الأرواح إلى أجسادنا فاصرف وجوهنا عن النار فيصرف وجوههم عن النار ويضرب لهم شجرة ذات ظل وفيء فيقولون : ربنا كالذي أخرجتنا من النار فانقلنا إلى ظل هذه الشجرة فينقلهم اليها فيرون أبواب الجنة فيقولن : ربنا كالذي أخرجتنا من النار فانقلنا إلى أبواب الجنة فيفعل فاذا نظروا إلى ما فيها من الخيرات والبركات قال : وقرأ أبو هريرة رضي الله عنه فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين قالوا : ربنا كالذي أخرجتنا من النار فادخلنا الجنة قال : فيدخلون الجنة ثم يقال لهم : تمنوا فيقولون : يا رب اعطنا حتى اذا قالوا : يا ربنا حسبنا قال : هذا لكم وعشرة أمثاله " (6/552)
وأخرج ابن أبي شيبه ومسلم والترمذي وابن جرير وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن المغيرة ابن شعبة رضي الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم " ان موسى عليه السلام سأل ربه فقال : رب أي أهل الجنة أدنى منزلة ؟ فقال : رجل يجيء بعدما دخل أهل الجنة الجنة فيقال له : ادخل
فيقول : كيف ادخل وقد نزلوا منازلهم وأخذوا أخذاتهم ؟ فيقال له : اترضى ان يكون لك مثل ما كان لملك من ملوك الدنيا ؟ فيقول : نعم
أي رب قد رضيت فيقال له : فان لك هذا وعشرة أمثاله معه فيقول : أي رب رضيت فيقال له : فان لك من هذا ما اشتهت نفسك ولذت عينك فقال موسى عليه السلام : أي رب فأي أهل الجنة ارفع منزله ؟ قال : اياها أردت وسأحدثك عنهم اني غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشرن قال : ومصداق ذلك في كتاب الله تعالى فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين "
- قوله تعالى : أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون
أخرج أبو الفرج الأصفهاني في كتاب الاغاني والواحدي وابن عدي وابن مردويه والخطيب وابن عساكر من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال الوليد بن عقبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : أنا أحد منك سنانا وأبسط منك لسانا واملاء للكتيبة منك فقال له علي رضي الله عنه : اسكت فانما أنت فاسق (6/553)
فنزلت أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون يعني بالمؤمن : عليا
وبالفاسق : الوليد بن عقبة بن أبي معيط
وأخرج ابن اسحق وابن جرير عن عطاء بن يسار قال : نزلت بالمدينة في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة بن أبي معيط قال : كان بين الوليد وبين علي كلام فقال الوليد بن عقبة : أنا أبسط منك لسانا وأحد منك سنانا وأرد منك للكتيبة فقال علي رضي الله عنه : اسكت فانك فاسق
فانزل أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه مثله
وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رضي الله عنه في قوله أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون قال : نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه والوليد بن عقبة
وأخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا قال : اما المؤمن
فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وأما الفاسق
فعقبة بن أبي معيط وذلك لسباب كان بينهما فانزل الله ذلك
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون قال : لا في الدنيا لا عند الموت ولا في الآخرة
وفي قوله وأما الذين فسقوا قال : هم الذين أشركوا وفي قوله كنتم به تكذبون قال : هم يكذبون كما ترون
- قوله تعالى : ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون
أخرج الفريابي وابن منيع وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والخطيب والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله ولنذيقنهم من العذاب الادنى قال : يوم بدر دون العذاب الاكبر قال : يوم القيامة لعلهم يرجعون قال : لعل من بقي منهم يرجع (6/554)
وأخرج ابن أبي شيبه والنسائي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله ولنذيقنهم من العذاب الادنى قال : سنون أصابتهم لعلهم يرجعون قال : يتوبون
وأخرج مسلم وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند وأبو عوانه في صحيحه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي بن كعب رضي الله عنه في قوله ولنذيقنهم من العذاب الأدنى قال : مصائب الدنيا واللزوم والبطشة والدخان
وأخرج ابن مردويه عن أبي ادريس الخولاني رضي الله عنه قال : سألت عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن قول الله ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر فقال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عنها فقال " هي المصائب والاسقام والانصاب عذاب للمسرف في الدنيا دون عذاب الآخرة قلت : يا رسول الله فما هي لنا ؟ قال : زكاة وطهور "
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولنذيقنهم من العذاب الادنى قال : مصائب الدنيا وأسقامها وبلاياها يبتلي الله بها العباد كي يتوبوا
وأخرج ابن أبي شيبه وابن جرير عن إبراهيم رضي الله عنه ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر قال : أشياء يصابون بها في الدنيا لعلهم يرجعون قال : يتوبون
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر قال : الحدود لعلهم يرجعون قال : يتوبون
وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد ولنذيقنهم من العذاب الادنى قال : عذاب الدنيا وعذاب القبر
وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد في قوله ولنذيقنهم من العذاب الادنى قال : القتل والجوع لقريش في الدنيا والعذاب الاكبر يوم القيامة في الآخرة (6/555)
وأخرج هناد عن أبي عبيدة في قوله ولنذيقنهم من العذاب الادنى قال : عذاب القبر
- قوله تعالى : ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون
أخرج ابن منيع وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن معاذ بن جبل رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول " ثلاث من فعلهن فقد أجرم
من عقد لواء في غير حق
أو عق والديه
أو مشى مع ظالم لينصره فقد أجرم يقول الله عز و جل انا من المجرمين منتقمون "
- قوله تعالى : ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون
أخرج عبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طريق قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم " رأيت ليلة أسري بي موسى بن عمران رجلا طوالا جعدا كأنه من رجال شنوأة ورأيت عيسى بن مريم عليه السلام مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس ورأيت مالكا خازن جهنم والدجال في آيات أراهن الله
اياه قال فلا تكن في مريه من لقائه فكان قتادة يفسرها أن النبي صلى الله عليه و سلم قد لقي موسى وجعلناه هدى لبني اسرائيل قال : جعل الله موسى هدى لبني اسرائيل " (6/556)
وأخرج الطبراني وابن مردويه والضياء في المختارة بسند صحيح عن ابن عباس " عن النبي صلى الله عليه و سلم فلا تكن في مريه من لقائه من لقاء موسى ربه وجعلنا هدى لبني اسرائيل قال : جعل موسى هدى لبني اسرائيل "
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله فلا تكن في مريه من لقائه قال : من لقاء موسى قيل : أو لقي موسى ؟ قال : نعم
ألا ترى إلى قوله واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا الزخرف الآية 45
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد فلا تكن في مريه من لقائه قال : من أن تلقى موسى
وأخرج الحاكم عن مالك أنه تلا وجعلنا منهم أئمة يهدون بامرنا لما صبروا فقال : حدثني الزهري ان عطاء بن يزيد حدثه عن أبي هريرة أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول " ما رزق عبد خيرا له أوسع من الصبر "
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وجعلنا منهم أئمة قال : رؤساء في الخير سوى الانبياء يهدون بامرنا لما صبروا قال : على ترك الدنيا
والله أعلم
- قوله تعالى : أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون
أخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أو لم يروا انا نسوق الماء إلى الأرض الجرز قال : الجرز التي لا تمطر إلا قطرا لا يغني عنها شيئا إلا ما يأتيها من السيول
وأخرج ابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله إلى الأرض الجرز قال : أرض باليمن
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله إلى الأرض الجرز قال : هي التي لا تنبت هن أبين ونحوها من الأرض
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة إلى الأرض الجرز قال : السمطاء (6/557)
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي إلى الأرض الجرز قال : إلى الأرض الميتة
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن إلى الأرض الجرز قال : قرى فيما بين اليمن والشام
وأخرج أبو بكر وابن حبان في كتاب الغرر عن الربيع بن سيرة قال : الامثال أقرب إلى العقول من المعاني ألم تسمع إلى قوله أو لم يروا انا نسوق الماء إلى الأرض الجرز ألم تر ؟ ألم يروا
- قوله تعالى : ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة قال : قال الصحابة ان لنا يوم يوشك ان نستريح فيه ونتنعم فيه
فقال المشركون متى هذا الفتح ان كنتم صادقين فنزلت
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله ويوقولون متى هذا الفتح ان كنتم صادقين قال : يوم بدر فتح النبي صلى الله عليه و سلم فلم ينفع الذين كفروا ايمانهم بعد الموت
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله قل يوم الفتح قال : يوم القيامة
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله قل يوم الفتح قال : يوم القضاء
وفي قوله وانتظر انهم منتظرون قال : يوم القيامة
بسم الله الرحمن الرحيم - (6/558)
سورة الاحزاب
مدنية وآياتها ثلاث وسبعون
- مقدمة سورة الاحزاب أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس قال : نزلت سورة الاحزاب بالمدينة
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير
مثله
وأخرج عبد الرزاق في المصنف والطيالسي وسعيد ابن منصور وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن منيع والنسائي وابن المنذر وابن الانباري في المصاحف والدار قطني في الافراد والحاكم وصححه وابن مردويه والضياء في المختارة عن زر قال : قال لي أبي بن كعب : كيف تقرأ سورة الاحزاب أو كم تعدها ؟ قلت ثلاثا وسبعين آية فقال أبي : قد رأيتها وانها لتعادل سورة البقرة وأكثر من سورة البقرة ولقد قرأنا فيها الشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالا من الله والله عزيز حكيم فرفع منها ما رفع
وأخرج عبد الرزاق عن الثوري قال : بلغنا ان ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم كانوا يقرأون القرآن أصيبوا يوم مسيلمة فذهبت حروف من القرآن
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن عباس قال : أمر عمر بن الخطاب مناديا فنادى ان الصلاة جامعة ثم صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال : يا ايها الناس لا تجزعن من آية الرجم فانها آية نزلت في كتاب الله وقرأناها ولكنها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد وآية ذلك ان النبي صلى الله عليه و سلم قد رجم وان أبا بكر قد رجم ورجمت بعدها وابنه سيجيء قوم من هذه الامة يكذبون بالرجم
وأخرج مالك والبخاري ومسلم وابن ضريس عن ابن عباس ان عمر قام فحمد الله واثنى عليه ثم قال : اما بعد أيها الناس ان الله بعث محمدا بالحق
وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأناها ووعيناها الشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما البتة ورجم رسول الله صلى الله عليه و سلم ورجمنا بعده فاخشى ان يطول بالناس زمان فيقول قائل : لا نجد آية الرجم في كتاب الله (6/559)
! فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله
وأخرج أحمد والنسائي عن عبد الرحمن بن عوف ان عمر بن الخطاب خطب الناس فسمعته يقول : إلا وان ناس يقولون : ما بال الرجم
! وفي كتاب الله الجلد وقد رجم النبي صلى الله عليه و سلم ورجمنا بعده ولولا ان يقول قائلون ويتكلم متكلمون : ان عمر زاد في كتاب الله ما ليس منه لاثبتها كما نزلت
وأخرج النسائي وابو يعلى عن كثير بن الصلت قال : كنا عند مروان وفينا زيد بن ثابت فقال زيد : ما تقرأ الشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما البتة قال مروان : إلا كتبتها في المصحف ؟ قال : ذكرنا ذلك وفينا عمر بن الخطاب فقال : اشفيكم من ذلك ؟ قلنا : فكيف ؟ قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله انبئني آية الرجم قال : لا أستطيع الآن
وأخرج ابن مردويه عن حذيفة قال : قال لي عمر بن الخطاب : كم تعدون سورة الاحزاب ؟ قلت : اثنتين أو ثلاثا وسبعين قال : ان كانت لتقارب سورة البقرة وان كان فيها لآية الرجم
وأخرج ابن الضريس عن عكرمة قال : كانت سورة الاحزاب مثل سورة البقرة أو اطول وكان فيها آية الرجم
وأخرج ابن سعد عن سعيد بن المسيب ان عمر قال : اياكم أن تهلكوا عن آية الرجم وان يقول قائل : لا نجد حدين في كتاب الله فقد رجم رسول الله صلى الله عليه و سلم ورجمنا بعده فلولا ان يقول الناس : أحدث عمر في كتاب الله لكتبتها في المصحف لقد قرأناها الشيخ والشيخه إذا زنيا فارجموهما البته قال سعيد فما انسلخ ذو الحجة حتى طعن
وأخرج ابن الضريس عن أبي امامة بن سهل بن حنيف ان خالته أخبرته قالت : لقد أقرأنا رسول الله صلى الله عليه و سلم آية الرجم الشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة
وأخرج ابن الضريس عن عمر قال " قلت لرسول الله صلى الله عليه و سلم لما نزلت آية الرجم : اكتمها يا رسول الله قال : لا أستطيع ذلك " (6/560)
وأخرج ابن الضريس عن زيد بن أسلم ان عمر بن الخطاب خطب الناس فقال : لا تشكوا في الرجم فانه حق قد رجم رسول الله صلى الله عليه و سلم ورجم أبو بكر ورجمت ولقد هممت ان أكتب في المصحف فسأل أبي بن كعب عن آية الرجم فقال أبي : ألست أتيتني وانا أستقرئها رسول الله صلى الله عليه و سلم فدفعت في صدري وقلت : أتستقرئه آيه الرجم وهم يتسافدون تسافد الحمر
وأخرج البخاري في تاريخ عن حذيفة قال : قرأت سورة الاحزاب على النبي صلى الله عليه و سلم فنسيت منها سبعين آية ما وجدتها
وأخرج أبو عبيد في الفضائل وابن الانباري وابن مردويه عن عائشة قالت : كانت سورة الاحزاب تقرأ في زمان النبي صلى الله عليه و سلم مائتي آية فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا على ما هو الآن
- يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا
أخرج ابن جرير من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال : ان أهل مكة منهم الوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة دعوا النبي صلى الله عليه و سلم إلى أن يرجع عن قوله على أن يعطوه شطرا أموالهم وخوفه المنافقون واليهود بالمدينة ان لم يرجع قتلوه فانزل الله يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج ولا تطع الكافرين ابي بن خلف والمنافقين أبو عامر الراهب وعبد الله بن أبي بن سلول والحد بن قيس
- قوله تعالى : ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم الائي تظاهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (6/561)
أخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس قال : قام النبي صلى الله عليه و سلم يوما يصلي فخطر خطرة فقال المنافقون الذين يصلون معه : ألا ترى ان له قلبين ؟ قلبا معكم
وقلبا معهم
فانزل الله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ابن عباس وأخرج ابن أبي حاتم من طريق خصيف عن سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة قالوا : كان رجل يدعى ذا القلبين فانزل الله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال : كان رجل من قريش يسمى من دهائه ذا القلبين فأنزل الله هذا في شأنه
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن قال : كان رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يسمى ذا القلبين
كان يقول : لي نفس تأمرني ونفس تنهاني فأنزل الله فيه ما تسمعون
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال : ان رجلا من بني فهر قال : ان في جوفي قلبين اعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد فنزلت
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي : انها نزلت في رجل من قريش من بني جمح يقال له : جميل بن معمر
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال " صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة فسها فيها فخطرت منه كلمة فسمعها المنافقون فأكثروا فقالوا : ان له قلبين
ألم تسمعوا إلى قوله وكلامه في الصلاة ؟ ان له قلبا معكم وقلبا مع أصحابه فنزلت يا أيها
النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إلى قوله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه " (6/562)
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن الزهري في قوله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه قال : بلغنا ان ذلك كان في زيد بن حارثة ضرب له مثلا يقول : ليس ابن رجل آخر ابنك
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : كان الرجل يقول لامرأته : أنت علي كظهر أمي
فقال الله وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم وكان يقال : زيد بن محمد
فقال الله وما جعل أدعياءكم أبناءكم
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم أي ما جعلها أمك واذا ظاهر الرجل من امرأته فان الله لم يجعلها أمه ولكن جعل فيها الكفارة وما جعل أدعياءكم أبناءكم يقول : ما جعل دعيك إبنك
يقول : ان ادعى رجل رجلا فليس بابنه
ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه و سلم كان يقول " من ادعى إلى غير أبيه متعمدا حرم الله عليه الجنة "
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وما جعل أدعياءكم أبناءكم قال : نزلت في زيد بن حارثة رضي الله عنه
- قوله تعالى : ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكم ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما
أخرج ابن أبي شيبه والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عمر : أن زيد بن حارثة مولى رسول الله
صلى الله عليه و سلم ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد (6/563)
حتى نزل القرآن أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم : أنت زيد بن حارثة بن شراحيل
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن عائشة " أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عتبة بن عبد شمس وكان ممن شهد بدرا تبنى سالما وأنكحه بنت أخيه هند بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة وهو مولى لا مرأة من الانصار كما تبنى النبي صلى الله عليه و سلم زيدا وكان من تبنى رجلا في الجاهلية دعاه الناس اليه وورثه من ميراثه حتى أنزل الله في ذلك ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فان لم تعلموا آباءهم فاخوانكم في الدين ومواليكم فردوا إلى آبائهم فمن لم يعلم له أب كان مولى وأخا في الدين فجاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالت : ان سالما كان يدعى لأبي حذيفة رضي الله عنه وان الله قد أنزل في كتابه ادعوهم لآبائهم وكان يدخل علي وأنا وحدي ونحن في منزل ضيق فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ارضعي سالما تحرمي عليه
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان من أمر زيد بن حارثة رضي الله عنه أنه كان في أخواله بني معن من بني ثعل من طيء فأصيب في غلمة من طيء فقدم به سوق عكاظ وانطلق حكيم بن حزام بن خويلد إلى عكاظ يتسوق بها فأوصته عمته خديجة رضي الله عنها أي يبتاع لها غلاما ظريفا عربيا أن قدر عليه فلما جاء وجد زيدا يباع فيها فأعجبه ظرفه فابتاعه فقدم به عليها وقال لها : اني قد ابتعت لك غلاما ظريفا عربيا فان أعجبك فخذيه والا فدعيه فانه قد أعجبني فلما رأته خديجة اعجبها فأخذته فتزوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو عندها فأعجب النبي صلى الله عليه و سلم ظرفه فاستوهبه منها فقالت : هو لك فان أردت عتقه فالولاء لي فأبى عليها فوهبته له ان شاء أعتق وان شاء أمسك قال : فشب عند النبي صلى الله عليه و سلم
ثم انه خرج في إبل طالب إلى الشام فمر بأرض قومه
فعرفه عمه فقام إليه فقال : من أنت يا غلام ؟ قال : غلام من أهل مكة
قال : من أنفسهم ؟ قال : لا
فحر أنت أم مملوك ؟ قال : بل مملوك قال : لمن ؟ قال : لمحمد بن عبد الله بن عبد المطلب فقال له : أعربي أنت أم عجمي ؟ قال :
بل عربي قال : ممن أهلك ؟ قال : من كلب قال : من أي كلب ؟ قال : من بني عبدود قال : ويحك (6/564)
! ابن من أنت ؟ قال : ابن حارثة بن شراحيل قال : وأين أصبت ؟ قال : في أخوالي قال : ومن أخوالك ؟ قال : طي قال : ما اسم أمك ؟ قال : سعدي
فالتزمه وقال ابن حارثة : ودعا أباه وقال : يا حارثة هذا ابنك
فأتاه حارثة فلما نظر إليه عرفه قال : كيف صنع مولاك إليك ؟ قال : يؤثرني على أهله وولده ورزقت منه حبا فلا أصنع إلا ما شئت
فركب معه وأبوه وعمه وأخوه حتى قدموا مكة فلقوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له حارثة : يا محمد أنتم أهل حرم الله وجيرانه وعند بيته
تفكون العاني وتطعمون الاسير
ابني عبدك فامتن علينا وأحسن إلينا في فدائه فانك ابن سيد قومه فإنا سنرفع لك في الفداء ما أحببت
فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : أعطيكم خيرا من ذلك قالوا : وما هو ؟ قال : أخيره فان اختاركم فخذوه بغير فداء وان اختارني فكفوا عنه قالوا : جزاك الله خيرا فقد أحسنت فدعاه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا زيد اتعرف هؤلاء ؟ قال : نعم
هذا أبي وعمي وأخي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : فأنا من قد عرفته فان اخترتهم فأذهب معهم وان اخترتني فأنا من تعلم فقال زيد : ما أنا بمختار عليك أحدا أبدا أنت مني بمكان الوالد والعم قال له أبوه وعمه : يا زيد تختار العبودية على الربوبية ؟ قال : ما أنا بمفارق هذا الرجل
فلما رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم حرصه عليه قال : أشهدوا أنه حر وانه ابني يرثني وأرثه فطلبت نفس أبيه وعمه لما رأوا من كرامته عليه فلم يزل في الجاهلية يدعى : زيد بن محمد
حتى نزل القرآن أدعوهم لآبائهم فدعي زيد بن حارثة
وأخرج ابن عساكر من طريق زيد ابن شيبة عن الحسن بن عثمان رضي الله عنه قال : حدثني عدة من الفقهاء وأهل العلم قالوا : كان عامر بن ربيعة يقال له : عامر بن الخطاب وإليه كان ينسب فأنزل الله فيه وفي زيد بن حارثة وسالم مولى أبي حذيفة والمقداد بن عمرو ادعوهم لآبائهم
وأخرج ابن جرير عن أبي بكرة رضي الله عنه أنه قال : قال الله أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فان لم تعلموا آباءهم فاخوانكم في الدين ومواليكم فانا
ممن لا يعلم أبوه وأنا من اخوانكم في الدين (6/565)
وأخرج ابن جرير عن قتادة أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله أعدل عند الله فان لم تعلموا آباءهم فاخوانكم في الدين ومواليكم فاذا لم تعلم من أبوه فانما هو أخوك في الدين ومولاك
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله فان لم تعلموا آباءهم فاخوانكم في الدين ومواليكم قال : ان لم تعرف أباه فأخوك في الدين ومولاك مولى فلان
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في الآية يقول : ان لم تعلموا لهم آياء تدعوهم إليهم فانسبوهم اخوانكم في الدين إذ تقول : عبد الله وعبد الرحمن وعبيد الله وأشباههم من الاسماء وان يدعى إلى اسم مولاه
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه فان لم تعلموا آباءهم فاخوانكم في الدين ومواليكم يقول : أخوك في الدين ومولاك مولى بني فلان
وأخرج ابن أبي حاتم عن سالم بن أبي الجعد قال : لما نزلت ادعوهم لآبائهم لم يعرفوا لسالم أبا ولكن مولى أبي حذيفة إنما كان حليفا لهم
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وليس عليكم جناح فيما اخطأتم به قال : هذا من قبل النهي في هذا وغيره ولكن ما تعمدت قلوبكم بعد ما أمرتم وبعد النهي
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وليس عليكم جناح فما أخطأتم به
قال : لو دعوت رجلا لغير أبيه وأنت ترى أنه أبوه لم يكن عليك بأس ولكن ما أردت به العمد
وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن أبي هريرة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال " والله ما أخشى عليك الخطأ ولكن أخشى عليك العمد "
وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " اني لست أخاف عليكم الخطأ ولكن أخاف عليكم العمد "
- قوله تعالى : النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا كان ذلك في الكتاب مسطورا (6/566)
أخرج البخاري وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة اقرأوا ان شئتم النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم فأيما مؤمن ترك مالا فليرثه عصبته من كانوا فان ترك دينا أو ضياعا فليأتني فأنا مولاه "
وأخرج الطيالسي وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " كان المؤمن اذا توفي في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتي به النبي صلى الله عليه و سلم سأل هل عليه دين ؟ فان قالوا : نعم
قال : هل ترك وفاء لدينه ؟ فان قالوا : نعم
صلى عليه وان قالوا : لا
قال : صلوا على صاحبكم فلما فتح الله علينا الفتوح قال : أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن ترك دينا فإلي ومن ترك مالا فللوارث "
وأخرج أحمد وأبو داود وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم انه كان يقول : " أنا أولى بكل مؤمن من نفسه
فايما رجل مات وترك دينا فإلي ومن ترك مالا فهو لورثته "
وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد والنسائي عن بريدة رضي الله عنه قال : غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكرت عليا فتنقصته فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم تغير وقال : " يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قلت : بلى يا رسول الله
قال : من كنت ملاه فعلي مولاه "
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وأزواجه أمهاتهم قال : يعظم بذلك حقهن
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وأزواجه أمهاتهم يقول : أمهاتهم في الحرمة لا يحل لمؤمن ان ينكح امرأة من نساء النبي صلى الله عليه و سلم في حياته ان طلق ولا بعد موته
هي حرام على كل مؤمن مثل حرمة أمه
وأخرج ابن سعد وابن المنذر والبيهقي في سننه عن عائشة ان امرأة قالت لها : يا أمي فقالت : أنا أم رجالكم ولست أم نسائكم (6/567)
وأخرج ابن سعد عن أم سلمة قالت : أنا أم الرجال منكم والنساء
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور واسحق بن راهويه وابن المنذر والبيهقي عن بجالة قال : مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بغلام وهو يقرأ في المصحف النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم فقال : يا غلام حكها فقال : هذا مصحف أبي فذهب اليه فسأله فقال : انه كان يلهيني القرآن ويلهيك الصفق بالأسواق
وأخرج الفريابي وابن مردويه والحاكم والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان يقرأ هذه الآية النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم وأزواجه أمهاتهم
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه انه قرأ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال : كان في الحرف الأول النبي أولى بالمؤمنين من أنفسه وهو أب لهم
وأخرج ابن جرير عن الحسن قال : في القراءة النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه وأولوا الأرحام بعضهم ألوى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين قال : لبث المسلمون زمانا يتوارثون بالهجرة الاعرابي المسلم لا يرث من المهاجر شيئا
فأنزل الله هذه الآية فخلط المؤمنين بعضهم ببعض فصارت المواريث بالملل
وأخرج الفريابي ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله إلا ان تفعلوا إلى أوليائكم معروفا قال : توصون لحلفائكم الذين والى بينهم النبي صلى الله عليه و سلم من المهاجرين والأنصار
وأخرج ابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم عن محمد بن علي بن الحنفية رضي
الله عنه في قوله إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا قال : نزلت هذه الآية في جواز وصية المسلم لليهودي والنصراني (6/568)
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم قال : القرابه من أهل الشرك معروفا قال : وصية ولا ميراث لهم كان ذلك في الكتاب مسطورا قال : وفي بعض القراءات كان ذلك عند الله مكتوبا أن لا يرث المشرك المؤمن
وأخرج عبد الرزاق عن قتادة والحسن رضي الله عنه في قوله إلا ان تفعلوا إلى أوليائكم معروفا قالا : إلا أن يكون لك ذو قرابة على دينك فتوصي له بالشيء وهو وليك في النسب وليس وليك في الدين
- قوله تعالى : وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما
أخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله واذ أخذنا من النبيين ميثاقهم قال : في ظهر آدم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا قال : أغلظ مما أخذه من الناس ليسأل الصادقين عن صدقهم قال : المبلغين من الرسل المؤدين
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله واذ أخذنا من النبيين ميثاقهم
الآية
قال : أخذ الله على النبيين خصوصا ان يصدق بعضهم بعضا وان يتبع بعضهم بعضا
وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن أبي مريم الغساني رضي الله عنه : ان إعرابيا قال : يا رسول الله ما أول نبوتك ؟ قال : أخذ الله مني الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم ثم تلا واذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقا عليظا ودعوة أبي إبراهيم قال
وابعث فيهم رسولا منهم البقرة الآية 129 وبشارة المسيح بن مريم ورأت أم رسول الله صلى الله عليه و سلم في منامها : أنه خرج من بين رجليها سراج أضاءت له قصور الشام (6/569)
وأخرج الطيالسي والطبراني وابن مردويه عن أبي العالية رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " خلق الله الخلق وقضى القضية وأخذ ميثاق النبيين وعرشه على الماء فأخذ أهل اليمين بيمينه وأخذ أهل الشمال بيده الأخرى وكلتا يدي الرحمن يمين فأما أصحاب اليمين فاستجابوا اليه فقالوا : لبيك ربنا وسعديك قال ألست بربكم ؟ قالوا : بلى الأعراف الآية 172 فخلط بعضهم ببعض فقال قائل منهم : يا رب لم خلطت بيننا فان لهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون ؟ قال : ان يقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين ؟ ثم ردهم في صلب آدم عليه السلام فأهل الجنة أهلها وأهل النار أهلها فقال قائل : فما العمل اذا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يعمل كل قوم لمنزلتهم فقال : ابن الخطاب رضي الله عنه : اذن نجتهد يا رسول الله "
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قيل يا رسول الله متى أخذ ميثاقك ؟ قال : " وآدم بين الروح والجسد "
وأخرج ابن سعد رضي الله عنه قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه و سلم : متى استنبئت ؟ قال : " وآدم بين الروح والجسد حين أخذ مني الميثاق "
وأخرج البزار والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " قيل يا رسول الله متى كنت نبيا ؟ قال : وآدم بين الروح والجسد "
وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه والطبراني والحاكم وصححه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ميسرة الفخر رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله متى كنت نبيا ؟ قال : وآدم بين الروح والجسد "
وأخرج الحاكم وأبو نعيم والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " قيل للنبي صلى الله عليه و سلم متى وجبت لك النبوة ؟ قال : بين خلق آدم ونفخ الروح فيه "
وأخرج أبو نعيم والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " قيل للنبي صلى الله عليه و سلم متى وجبت لك النبوة ؟ قال : بين خلق آدم ونفخ الروح فيه "
وأخرج أبو نعيم عن الصنابحي قال : قال عمر رضي الله عنه : متى جعلت نبيا ؟ قال " وآدم منجدل في الطين "
وأخرج ابن سعد عن ابن أبي الجدعاء رضي الله عنه قال : " قلت يا رسول الله
متى جعلت نبيا ؟ قال : وآدم بين الروح والجسد " (6/570)
وأخرج ابن سعد عن مطرف بن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه " ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم متى كنت نبيا ؟ قال : وآدم بين الروح والطين "
وأخرج ابن أبي شيبه عن قتادة رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم اذا قرأ واذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح قال : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه و سلم كان يقول " كنت أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث "
وأخرج ابن أبي عاصم والضياء في المختارة عن أبي بن كعب واذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " اولهم نوح ثم الأول فالاول "
وأخرج الحسن بن سفيان وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل والديلمي وابن عساكر من طريق قتادة عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله الله واذ أخذنا من النبيين ميثاقهم
قال " كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث فبدىء به قبلهم "
وأخرج البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : خيار ولد آدم خمسة
نوح
وابراهيم
وموسى
وعيسى
ومحمد وخيرهم محمد صلى الله عليه و سلم
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما ميثاقهم عهدهم
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني بسند صحيح عن ابن عباس واذ أخذنا من النبيين ميثاقهم قال : إنما أخذ الله ميثاق النبيين على قومهم
وأخرج أبو نعيم والديلمي عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " ليس من عالم إلا وقد أخذ الله ميثاقه يوم أخذ ميثاق النبيين يدفع عنه مساوىء عمله لمحاسن عمله إلا انه لا يوحي اليه "
- قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا (6/571)
أخرج الحاكم وصححه وابن مردويه وابن عساكر وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل من طرق عن حذيفة قال " لقد رأيتنا ليلة الاحزاب ونحن صافون قعود وأبو سفيان ومن معه من الاحزاب فوقنا وقريظة اليهود أسفل نخافهم على ذرارينا وما أتت علينا ليلة قط أشد ظلمة ولا أشد ريحا منها أصوات ريحها أمثال الصواعق وهي ظلمة ما يرى أحد منا اصبعه فجعل المنافقون يستأذنون النبي صلى الله عليه و سلم ويقولون ان بيوتنا عورة وما هي بعورة فما يستأذنه أحد منهم إلا أذن له يتسللون ونحن ثلثمائة أو نحو ذلك اذ استقبلنا رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا رجلا حتى مر علي وما علي جنة من العدو ولا من البرد إلا مرط لامرأتي ما يجاوز ركبتي فأتاني وأنا جاث على ركبتي فقال : من هذا ؟ قلت : حذيفة فتقاصرت إلى الأرض فقلت : بلى يا رسول الله كراهية أن أقوم فقال : قم
فقمت فقال : انه كان في القوم خبر فاتني بخبر القوم قال : وأنا من أشد الناس فزعا وأشدهم قرا فخرجت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته قال : فو الله ما خلق الله فزعا ولا قرا في جوف إلا خرج من جوفي فما أجد منه شيئا فلما وليت قال : يا حذيفة لا تحدث في القوم شيئا حتى تأتيني فخرجت حتى اذا دنوت من عسكر القوم نظرت في ضوء نار لهم توقد واذا برجل أدهم ضخم يقول بيده على النار ويمسح خاصرته ويقول : الرحيل
الرحيل
ثم دخل العسكر فاذا في الناس رجال من بني عامر يقولون : الرحيل
الرحيل يا آل عامر لا مقام لكم واذا الرحيل في عسكرهم ما يجاوز
عسكرهم شبرا فوالله أني لاسمع صوت الحجارة في رحالهم ومن بينهم الريح يضربهم بها ثم خرجت نحو النبي صلى الله عليه و سلم فلما انتصفت في الطريق أو نحو ذلك اذا أنا بنحو من عشرين فارسا متعممين فقالوا : اخبر صاحبك ان الله كفاه القوم فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يشتمل في شملة يصلي وكان اذا حز به أمر صلى فأخبرته خبر القوم أني تركتهم يرتحلون (6/572)
فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذا جاءتكم جنود
وأخرج الفريابي وابن عساكر عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال : قال رجل : لو أدركت رسول الله صلى الله عليه و سلم لحملته ولفعلت
فقال حذيفة : لقد رأيتني ليلة الاحزاب ونحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي من الليل في ليلة باردة ما قبله ولا بعده برد كان أشد منه فحانت مني التفاتة فقال " ألا رجل يذهب إلى هؤلاء فيأتينا بخبرهم - جعله الله معي يوم القيامة - قال : فما قام منه انسان قال : فسكتوا ثم عاد
فسكتوا ثم قال : يا أبا بكر ثم قال : استغفر الله رسوله ثم قال : إن شئت ذهبت فقال : يا عمر فقال : استغفر الله رسوله ثم قال : يا حذيفة فقلت : لبيك
فقمت حتى أتيت وان جنبي ليضربان من البرد فمسح رأسي ووجهي ثم قال : أئت هؤلاء القوم حتى تأتينا بخبرهم ولا تحدث حدثا حتى ترجع ثم قال : اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته حتى يرجع
قال فلان : يكون أرسلها كان أحب الي من الدنيا وما فيها
قال : فانطلقت فأخذت أمشي نحوهم كأني أمشي في حمام قال : فوجدتهم قد أرسل الله عليهم ريحا فقطعت أطنابهم وذهبت بخيولهم ولم تدع شيئا إلا أهلكته قال : وأبو سفيان قاعد يصطلي عند نار له قال فنظرت اليه فأخذت سهما فوضعته في كبد قوسي قال : - وكان حذيفة راميا - فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه و سلم " لا تحدثن حدثا حتى ترجع " قال : فرددت سهمي في كنانتي قال : فقال رجل من القو : إلا فيكم عين للقوم ؟ فأخذ كل بيد جليسه فأخذت بيده جليسي فقلت : من أنت ؟ قال : سبحان الله ! أما تعرفني ؟ أنا فلان بن فلان فاذا رجل من هوازن فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرته الخبر فلما أخبرته فضحك حتى بدت أنيابه في سواد الليل وذهب عني
الدفء فأدناني رسول الله صلى الله عليه و سلم فأنامني عند رجليه وألقى علي طرف ثوبه فان كنت لألزق بطني وصدري ببطن قدميه فلما أصبحوا هزم الله الأحزاب وهو قول فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها (6/573)
وأخرج ابن أبي حاتم وابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود قال : كان يوم أبي سفيان يوم الاحزاب
وأخرج أحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قلنا يوم الخندق : يا رسول الله هل من شيء نقول : فقد بلغت القلوب الحناجر ؟ قال : " نعم
قولوا : اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا قال : فضرب الله وجوه أعدائه بالريح فهزمهم الله بالريح "
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي عن مجاهد إذ جاءتكم جنود قال : الاحزاب
عيينة بن بدر وأبو سفيان وقريظة فأرسلنا عليهم ريحا قال : يعني ريح الصبا أرسلت على الاحزاب يوم الخندق حتى كفأت قدورهم على أفواهها ونزعت فساطيطهم حتى اظعنتهم وجنودا لم تروها يعني الملائكة قال : ولم تقاتل الملائكة يومئذ
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم في الكني وابن مردويه وأبو الشيخ في العظمة وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما كانت ليلة الأحزاب جاءت الشمال إلى الجنوب قالت : انطلقي فانصري الله ورسوله فقالت الجنوب : ان الحرة لا تسري بالليل فغضب الله عليها وجعلها عقيما فأرسل الله عليهم الصبا فأطفأت نيرانهم وقطعت أطنابهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم " نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور فذلك قوله فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها "
وأخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اذا لم يقاتل من أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس وتهب الرياح
وأخرج ابن أبي شيبه والبخاري والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن
مردويه والبيهقي في الدلائل عن عائشة في قوله اذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم قالت : كان ذلك يوم الخندق (6/574)
وأخرج ابن سعد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي في الدلائل منطريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده قال : " خط رسول الله صلى الله عليه و سلم الخندق عام الأحزاب فخرجت لنا من الخندق صخرة بيضاء مدورة فكسرت حديدنا وشقت علينا فشكونا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذ المعول من سلمان فضرب الصخر ضربة صدعها وبرقت منها برقة أضاءت ما بين لا بتي المدينه حتى لكأن مصباحا في جوف ليل مظلم فكبر رسول الله صلى الله عليه و سلم وكبر المسلمون ثم ضربها الثانية فصدعها وبرق منها برقة أضاء ما بين لا بتيها فكبر وكبر المسلمون ثم ضربها الثالثة فصدعها وبرق منها برقة أضاء ما بين لا بتيها وكبر وكبر المسلمون فسألناه فقال : أضاء لي في الاولى قصور الحيرة ومدائن كسرى كأنها أنياب الكلاب فأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها وأضاء لي في الثانية قصور الحمر من أرض الروم كأنها أنياب الكلاب وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها وأضاء لي في الثالثة قصور صنعاء كأنها أنياب الكلاب وأخبرني جبريل ان أمتي ظاهرة عليها فابشروا بالنصر
فاستبشر المسلمون وقالوا : الحمد لله موعد صادق بأن وعدنا النصر بعد الحصر فطلعت الأحزاب فقال المسلمون هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا ايمانا وتسليما وقال المنافقون : إلا تعجبون ! يحدثكم ويعدكم ويمنيكم الباطل يخبر أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى وانها تفتح لكم وانكم تحفرون الخندق ولا تستطيعون ان تبرزوا وأنزل القران مردويهن واذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا "
وأخرج ابن اسحق وابن مردويه عن ابن عباس قال : انزل الله في شأن الخندق وذكر نعمه عليهم وكفايته إياهم عدوهم بعد سوء الظن ومقالة من تكلم من أهل النفاق يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكانت الجنود التي أتت المسلمين
أسد
وغطفان
وسليما
وكانت الجنود التي بعث الله عليهم من الريح الملائكة فقال اذ
جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم فكان الذين جاؤهم من فوقهم بني قريظة والذين جاؤهم من أسفل منهم قريشا وأسدا وغطفان فقال : هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا واذ يقول المنافقون والذي في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا يقول : معتب بن قشير ومن كان معه على رأيه واذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقول أوس بن قيظي ومن كان معه على مثل رأيه ولو دخلت عليهم من أقطارها إلى واذا لا تمتعون إلا قليلا ثم ذكر يقين أهل الايمان حين أتاهم الاحزاب فحصروهم وظاهرهم بنو قريظة فاشتد عليهم البلاء فقال : ولما رأى المؤمنون الأحزاب إلى إن الله كان غفورا رحيما قال : وذكر الله هزيمة المشركين وكفايته المؤمنين فقال : ورد الله الذين كفروا بغيظهم (6/575)
وأخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن عروة بن الزبير ومحمد بن كعب القرظي قالا : قال معتب بن قشير : كان محمدا يرى أن يأكل من كنز كسرى وقيصر وأحدنا لا يأمن ان يذهب إلى الغائطن وقال أوس بن قيظي في ملأ من قومه من بني حارثة ان بيوتنا عورة وهي خارجة من المدينة : إئذن لنا فنرجع إلى نسائنا وأبنائنا وذرارينا فأنزل الله على رسوله حين فرغ منهم ما كانوا فيه من البلاء يذكر نعمته عليهم وكفايته اياهم بعد سوء الظن منهم ومقالة من قال من أهل النفاق يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها فكانت الجنود قريشا وغطفان وبني قريظة وكانت الجنود التي أرسل عليهم مع الريح الملائكة اذ جاؤكم من فوقكم بنو قريظة ومن أسفل منكم قريش
وغطفان
إلى قوله ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا يقول : معتب بن قشير وأصحابه واذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب يقول : أوس بن قيظي ومن كان معه على ذلك من قومه
وأخرج ابن أبي شيبه عن البراء بن عازب قال : لما كان حيث أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ان نحفر الخندق عرض لنا في بعض الجبل عظيمة شديدة لا تدخل فيها المعاول فاشتكينا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما رآها أخذ المعول وألقى ثوبه وقال : " بسم الله ثم ضرب ضربة فكسر ثلثها وقال :
الله أكبر (6/576)
أعطيت مفاتيح الشام والله اني لأبصر قصورها الحمر الساعة ثم ضرب الثانية فقطع ثلثا آخر فقال : الله أكبر
أعطيت مفاتيح فارس والله اني لأبصر قصور المدائن البيض ثم ضرب الثالثة فقال : بسم الله
فقطع بقية الحجر وقال : الله أكبر
أعطيت مفاتيح اليمن والله اني لابصر أبواب صنعاء "
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله اذ جاؤكم من فوقكم قال عيينة بن حصن ومن أسفل منكم قال : سفيان بن حرب
وأخرج ابن أبي شيبه عن عائشة في قوله اذ جاؤكم من فوقكم ومن أسف منكم قال : كان ذلك يوم الخندق
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله اذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم قال : نزلت هذه الآية يوم الاحزاب وقد حصر رسول الله صلى الله عليه و سلم شهرا فخندق رسول الله صلى الله عليه و سلم وأقبل أبو سفيان بقريش ومن معه من الناس حتى نزلوا ؟ بعفوة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأقبل عيينة بن حصن أخو بني بدر بغطفان ومن تبعه حتى نزلوا بعفوة رسول الله صلى الله عليه و سلم وكاتبت اليهود أبا سفيان فظاهروه فبعث الله عليهم الرعب والريح
فذكر أنهم كانوا كلما بنوا بناء قطع الله أطنابه وكلما ربطوا دابة قطع الله رباطها وكلما أوقدوا نارا أطفأها الله حتى لقد ذكر لنا أن سيد كل حي يقول : يا بني فلان هلم إلي
حتى اذا اجتمعوا عنده قال : النجاة
النجاة
أتيتم لما بعث الله عليهم الرعب
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله اذ جاؤكم من فوقكم قال : عيينة بن حصن في أهل نجد ومن أسفل منكم قال : أبو سفيان بن حرب في أهل تهامة ومواجهتهم قريظة
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله واذ زاغت الأبصار قال : شخصت الأبصار
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وبلغت القلوب الحناجر قال : شخصت من مكانها فلولا انه ضاق الحلقوم عنها أن تخرج لخرجت
وأخرج ابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة في قوله وبلغت
القلوب الحناجر قال : فزعها ولفظ ابن أبي شيبه قال : ان القلوب لو تحركت أو زالت خرجت نفسه ولكن إنما هو الفزع (6/577)
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله وتظنون بالله الظنونا قال : ظنون مختلفة ظن المنافقون ان محمدا وأصحابه يستأصلون وأيقن المؤمنون أن ما وعدهم الله ورسوله حق انه سيظهر على الدين كله
وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وتظنون بالله الظنونا قال : هم النافقون يظنون بالله ظنونا مختلفة
وفي قوله هنالك ابتلي المؤمنون قال : محصوا
وفي قوله واذ يقول المنافقون تكلموا بما في أنفسهم من النفاق وتكلم المؤمنون بالحق والايمان قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله
وأخرج ابن أبي شيبه والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبد الله قال : لما حفر النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه الخندق وأصاب النبي صلى الله عليه و سلم والمسلمين جهد شديد فمكثوا ثلاثا لا يجدون طعاما حتى ربط النبي صلى الله عليه و سلم على بطنه حجرا من الجوع
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة قال : قال المنافقون يوم الاحزاب حين رأوا الأحزاب قد اكتنفوهم من كل جانب فكانوا في شك وريبة من أمر الله قالوا : ان محمدا كان يعدنا فتح فارس والروم وقد حصرنا ههنا حتى ما يستطيع يبرز أحدنا لحاجته
فأنزل الله واذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : حفر رسول الله صلى الله عليه و سلم الخندق واجتمعت قريش وكنانه وغطفان فاستأجرهم أبو سفيان بلطيمة قريش فاقبلوا حتى نزلوا بفنائه فنزلت قريش أسفل الوادي ونزلت غطفان عن يمين ذلك وطليحة الأسدي في بني أسد يسار ذلك وظاهرهم بنو قريظة من اليهود على قتال النبي صلى الله عليه و سلم فلما نزلوا بالنبي صلى الله عليه و سلم تحصن بالمدينة وحفر النبي صلى الله عليه و سلم الخندق فبينما هو يضرب فيه بمعوله اذ وقع المعول في صفا فطارت منه كهيئة الشهاب من النار في السماء وضرب الثاني فخرج مثل ذلك فرأى ذلك سلمان رضي الله عنه فقال : يا رسول الله قد رأيت خرج من كل ضربة كهيئة الشهاب فسطع إلى السماء
فقال لقد رأيت ذلك فقال نعم يا رسول الله قال تفتح لكم أبواب المدائن وقصور الروم ومدائن اليمن ففشا ذلك في أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فتحدثوا به فقال رجل من الأنصار يدعي قشير بن معتب يعدنا محمد صلى الله عليه و سلم أن يفتح لنا مدائن اليمن وبيض المدائن وقصور الروم وأحدنا لا يستطيع أن يقضي حاجته إلا قتل هذا والله الغرور فأنزل الله تعالى في هذا وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا قوله تعالى وإذ قالت طائفة منهم يأهل يثرب لا مقام لكم فارجمعوا أويستئذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرار أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وإذ قالت طائفة منهم مقال من المنافقين وأخرج ابن أبي حاتم من طريبق ابن المبارك عن هارون بن موسى قال أمرت رجلا فسأل الحسن رضي الله عنه لا مقام لكم أو لا مقام لكم قال كلتهما عربية قال بن المبارك رضي الله عنه المقام المنزل حيث هو قائم والمقام الإقامة وأخرج ابن ابي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله لا مقام لكم قال لا مقاتل لكم ههنا ففروا ودعوا هذا الرجل وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله لا مقام لكم فارجعوا فروا ودعوا محمدا صلى الله عليه و سلم وأخرج مالك وأحمد وعبد الرزاق والبخاري ومسلم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى عليه وسلم أمرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب وهي المدينة تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد وأخرج أحمد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سمى المدينة يثرب فليستغفر الله هي طابة هي طابة هي طابة (6/578)
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تدعونها يثرب فإنها طيبة يعني المدينة ومن قال يثرب فليستغفر الله ثلاث مرات هي طيبة هي طيبة هي طيبة وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا قال إلى المدينة عن قتال أبي سفيان ويستأذن فريق منهم النبي قال جاءه رجلان من الأنصار ومن بين حارثة أحدهما يدعى أبا عرابة بن أوس والآخر يدعى أوس بن قيظي فقال يا رسول الله إن بيوتنا عورة يعنون أنها ذليلة الحيطان وهي في أقصى المدينة ونحن نخاف السرق فائذن لنا فقال الله ما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا وأخرج ابن جرير وابن مردويه والبهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله ويستأذن فريق منهم النبي قال هم بنو حارثة قالوا بيتنا مخلية نخشى عليها السرق وأخرجد ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال إن الذين قالوا بيتنا عورة يوم الخنذق بنو حارثة بن الحارث وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله في قوله إن بيتنا عورة نخاف عليها السرق قوله تعالى (6/579)
- ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لأتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسؤلا قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا قل من ذاالذي يعصمكم ممن الله إن أراد بكم سوء أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا قد يعلم الله الموقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا